أعجبني رد الأخت المكرمة ( أم السينات ) وصدقت وبالحق نطقت ، وخاصةً فيما يتعلق بشرك الكرامات ، والمبالغة في الصالحيّن فمن رحمة رب العالمين بالناس لم نؤتى مانهوى ،
والحقيقة أني فيما مضى حدثتني نفسي بأن لو رب العالمين يؤتيني كرامة مُعجزة من عنده فأجعلها برهان تصديق لدعوة الإمام عليه السلام ، حين أدعوا إليه .. ولم أرغب بأكثر من تصديق للدعاء مثلاً ، فأدعوا الله فتُستجاب دعوتي عاجلاً ، وكنتُ سأدخر هذه الكرامة في صالح الدعوة فقط ، فأقول مثلاً اللهم أشفي فلان فيقوم فلان من مرضه بإذن الله تعالى ، فيهتدي ويهتدي غيره من المشككين …..! لكن وبعد أن رأيت آيات الله تعالى الكُبر في القمر النذيّر ، وفي حرب الله المناخيّة والحرب الكورونيّة ، ولم تُحدث للناس ذِكرى أمنت بأن الهُدى هُدى الله تعالى ، فلا الكرامة ولا بالمعجزات يهتدي الناس ! بل المعجزة في حدّ ذاتها قد تكون سبيل هلاك لمن يكفر بها ، وهذه سُنّة الله تعالى ، وهي رحمته بالعباد فلا يُعذبهم أشد العذاب بسبب كفرهم بما أتاه لعباده الصالحون من كرامات أو معجزات !؟
والأخطر من هذا لو أمن بعض الناس وهم مشركون بالله في المبالغة بالعباد من الأنصار الذين يؤتيهم الله من فضله ، فهنا أصبحت الكرامة او المُعجزة وبال شديد على الذين كنّا نرجوا هدايتهم بها ، فأصبحت الكرامة سبب من أسباب شركهم بالله العظيم .. وتعلقهم بمخلوق من دون رب العالمين وصدق الله العظيم القائل : وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ صدق الله العظيم
لله تعالى حِكمة ، وهو أعلم منّا بأنفسنا وبعباده ، وهو أرحم الراحمين .. سبحانه
وهذا والله هو حديثي مع نفسي من قبل كورونا ، فأمنت بأن الآيات الربانية إن لم تُحدث للناس ذِكرى ! فلن يؤمنوا بكرامات يأتي بها بشر ! فيؤمنوا كما آمنا بأسماعنا وبعقولنا وبالإنابة لله رب العالمين ..فالفرق بين الإيمان الحقيقي بآيات الله وبين الكُفر بها وعدم التصديّق ، هو كالفرق بين الأموات والأحياء .. وصدق الله رب العالمين بقوله تعالى : وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
صدق الله العظيم
والسلام على الإمام ناصر محمد اليماني وعلى آله وأنصاره الأخيار ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه
والحمد لله رب العالمين
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ونعيم رضوانه يا امامنا الحبيب
صدقت وبالحق نطقت .. وما اجمله من بيان فقد استفدت منه وصححت مساري به والحمدلله رب العالمين
واعوذ بك ربي ان ارضي حتي ترضي
واعوذ بك ربي من الكرامات والمناصب بحق لا اله الا انت وبحق رحمتك التي كتبت علي نفسك وبحق عظيم رضوانك في نفسك يا ارحم الراحمين
اقسم برب الكعبة مانطقت الا بالحق ، بل والذي لا اله الا هو بان التكريم بالعمل بالمكانس لهو اريح من المناصب بل لا اجد في المناصب من متعه سوى رضى الله بطاعة خليفته بما كلفه به ، فوالذي رفع السبع السماوات بلا عمد نراها اننا سنستمتع بما كلفنا به خليفة الله باي عمل ولو يامرنا ان نعيش في المجاري لتنظيفها كل يوم وهو امر من الامام المهدي قسم بالله العظيم لاجد في ذلك متعه لا اجدها في غير هذا العمل بل والله لاستمتع بالبكاء بين يدي الله الرحمن الرحيم النعيم الاعظم ايما متعه حبا فيه طاعة لله ولخليفته ،
واسال من الله القادر الذي يحول بين المرء وقلبه ان يثبت قلبي علا هذا وعلا صراطه المستقيم وعلا العهد ان لا ارضى حتى يرضى حبيبي الله النعيم الأعظم.
العبرة: كل عملٍ مهما كان بسيطًا نقوم به نبتغي رضوان الله فهو خير لنا وتدريب لأنفسنا لما بعد الظهور.
فالفقر ابتلاء والعجز ابتلاء وكل ذلك يصقل أنفسنا ويهذبها.
وكذلك توقف الرؤى والمعجزات امتحان كبير لنعلم أن رضوان الله أكبر من كل شيء
اختي الحبيبة فارسة الحق هل تظنين أن أعمال البيت من الأعمال البسيطة بل هي من أعظم الأعمال خصوصا تربية الأولاد كون عندما يتربى الطفل على طاعة الله ويكون كل عمل له من أجل الله هذه من أصعب المهام مع وجود الفتن في هذا العصر حتى باقي الأعمال ليس بالسهل لكن تبقى افضل من العمل خارج المنزل سواء على مكتب او عمل مرهق أنا أعتبر المرأة مكملة للرجل هو الأنسب له العمل خارج البيت وهي داخل البيت فقط للضرورة تعمل خارج البيت إذا كان زوجها لا يجد عمل أو مريض أو أرملة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه على عباده
اشعر انني عدت من جديد الى ما انا عليه وعادت الى نفسي همة التنافس وتغير حالي مليار درجه بعد قرائتي لمنشور لأحد الانصار جزاه ربي عني بحبه وقربه ورضوان نفسه ومن علمه يكتب ما كتب نسأل الله يؤتيه ما يتمنى رغم قرائتي له من قبل ورغم استشعاري لحقائق ما فيه لاكن لم اكن بالاصرار الكافي والحال الذي انا فيه والحمدلله رب العالمين ونسأل الله ان يعيننا على كل مرض وعلى الثبات على الصراط المستقيم ان ربي على صراط مستقيم وضننا به انه سيأخذ بأيدينا الى ما يحب ويرضى كيفما يحب ويرضا وسلام الله على صاحب علم الكتاب وعلى انصاره الاخيار وعلى جميع المؤمنين في العالمين وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
18 - جمادى الأول - 1444 هـ
12 - 12 - 2022 مـ
04:59 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
___________
تأكيدٌ؛ كُوفيد حَفَّارُ القُبور ..
تَعليقُ مُداخَلة عُظمى للفَصل مِن خليفةِ الله المهديّ ناصر محمد اليمانيّ، مسموحٌ للنشر رَدًّ... تم اختصار الاقتباس
رابط الاقتباس : https://alyamani.me/showthread.php?p=401963
—
انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
الله أكبر ولله الحمد وشكر لله ببعث خليفته فينا ناصر محمد وناصر الحق وفاصله من الابدائيه إلى ما نهاية
صدق الله وصدق إمامنا الحبيب
عليك الصلاة والسلام وآل بيتك الطيبين الطاهرين يا إمامنا الحبيب وقرة عيني ناصر محمد اليماني
صدقت بالحق نطقت فهاذا ما استشعرته في نفسي
وخضع عقلي ونفسي له حتى استشعرت للنعيم الأعظم ولذالك ابكي ام اضحك
رغم اني انظر إلى ما حولي فأجده غير ما
هوا بداخلي
ولذالك شكراً لله شكراً كثيرا لا ما نهاية
{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) }صدق النعيم الأعظم
[ سورة فاطر : 19 إلى 23 ]
فللله الحمد على ما أتانا واتا من قبلنا
ولذالك ادعو قومنا بالحق وأقول كما قال الذي من قبلنا في قولها تعالى
{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا }صدق الله النعيم الأعظم
[ سورة مريم : 43 ]
فلن ارضى حتى يرضى الله حبيب قلبي في نفسه لاحزين ولامتحسر على عباده الضالين
ربنا
اللّهم إنَّك تعلم أنّه مَن كان عَدوًّا لَك يصُدّ عن تحقيق رضوان نفسك فإنّ عبدك مِن ألَدّ الخِصام لهم في المَلَكوت كُلّه، اللهم اجتثهم مِن المَلَكوت كشَجرةٍ خَبيثةٍ اجُتَثَّت مِن فوق الأرض كَما اجتَثَثْت شَجَرة الزَّقوم يا حَيّ يا قَيوم، اللّهم عَجِّل لهم بِقِطِّهم واجعل الخَبيث بَعضه فَوق بَعضٍ واركُمه في نار جهنَّم أجمعين إنَّك أنت السميع العليم، اللّهم وإنّي عبدك أسألك بِحقّ لا إله إلَّا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبِحقّ عَظيم نَعيم رضوان نفسك أن تهديَ ما دون ذلك من عبادك مِن الجِنِّ والإنس ومِن كُلِّ جِنس إنَّك رَبّي سَميع الدُّعاء
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال رجاء
في اي آية من القرآن الكريم ورد ان مريم العذراء عليها السلام تصنع فاكهة من طين ثم تدعو الله ليحولها إلى فاكهة حقيقية
في اي آية من القرآن الكريم ورد ان مريم العذراء عليها السلام تصنع فاكهة من طين ثم تدعو الله ليحولها إلى فاكهة حقيقية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال رجاء
كيف من طين؟ لماذا لا تكون فاكهة وطعام منزل من السماء؟ وهل يوجد طين في المحراب؟ هل نحن ازاء هفوة ذكاء إصطناعي؟
الاخت مها محمد
كيف من طين؟ لماذا لا تكون فاكهة وطعام منزل من السماء؟ وهل يوجد طين في المحراب؟ هل نحن ازاء هفوة ذكاء إصطناعي؟
رابط الاقتباس : https://alyamani.me/showthread.php?p=402221
—
انتهى الاقتباس من pishco
يا عزيزي هذا هو اسمك يحمل معرف الانصار!!
اذا كنت من الانصار فالاجدر ان تكون مطّلع على بيان بعض تفاصيل علم الكتاب، الذي سطره صاحب علم الكتاب الشامل الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
فهل تعلم انه صاحب علم الكتاب والخبير بالرحمن ام لا.
اقراء اقراء هداك الله، تم وضع البيان واقتباسه لك، اقراء لكي تعرف اجابة سؤالك.
وقل رب زدني علما
وكمان نعيده لك هنا...
======== اقتباس =========
اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
30 - ذو القعدة - 1443 هـ
29 - 06 - 2022 مـ
08:24 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)
______________
مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..
بِسم الله الرّحمن الرحيم والصلاة والسّلام على الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء والصّالحين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين ثم أما بعد
مِن باب التّمهيد لخلق الله عبده المسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ ألقاها إلى مريم (كُن فيَكون) فَمِن باب التّمهيد مِن ربّ العالَمين لتُصَدِّق بأمر ربّها في مُعجزة حَملها مِن غير أن يمسَسها بشر، ولذلك أيّد مريم ابنة عمران بمُعجزاتٍ خارقةٍ حقيقيّةٍ على الواقع الحقيقيّ، فبعد أن اختصَم أعمامها عند القضاء أيُّهم يَكفُل مريم ابنة أخيهم (عمران بن يعقوب) فتمّ تحكيم الله باختيار مَن يَكفُلها عن طريق القُرعة تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٤﴾} [آل عمران].
ولكني لا أجد أنّ نبيّ الله زكريا سألها في كل مرةٍ حين يَجلِب لها طعامًا فيجدُ عندها رزقًا - أنواعًا مِن الأطعمة - رغم أنّه كان يُلاحظ ذلك كلما دخل عليها المحراب يجلبُ لها الطعام، فكان يظنّ أنّ أحدَ أعمامها جلب إليها ذلك الطعام قبل مجيئه، فعلِمت مريم أنّ عمها كان يظنّ ذلك - أنّ مِن أعمامها مَن يجلب لها طعامًا - ولذلك تراه لم يسألها مَن جلَبَ لها طعامًا كونه لم يستغرب منه شيئًا، كون ذلك الطعام موجودًا في السّوق، ولذلك لم يسألها رغم أنّه يجد لديها طعامًا كلما دخل زكريا عليها المحراب، فعلِمت مريم أنّ سبب عدم سؤال عمّها كونه يظنّ أنّ ذلك الطعام أحضره لها أحدُ أعمامها؛ برغم أنّه ليس مِن عند أحدٍ مِن أعمامها.
وكان يُحضِر زكريا الطعام فيأكل مع مريم، فأرادت مريم ذات يوم أن تعمل مفاجأةً لعمّها زكريا - عليهم الصّلاة والسّلام - فأعدّت مَأدبة على مُختلَف أنواع فواكه الأعناب الأسود والأبيض - مُحبّبٌ وغير ذي حبوبٍ - وبرتقال ورمانٌ وبطّيخٌ والتّين وكافّة أنواع الفواكه التي يعلم عمّها زكريا أنّه ليس مَوسِمها ولا وجود لها إطلاقًا في السّوق، فأحضر عمّها طعامها بميقاتِ الغداء فتفاجَأ بمأدبةٍ في مِحرابها ضيافةً لعمّها زكريا فيها على مُختَلف أنواع المأكولات اللذيذة، وكذلك على مُختَلف أنواع الفواكه بكافّة أنواعها خصوصًا التي تعلم أنّ عمّها زكريا يعلمُ أنّه ليس موسِمها إطلاقًا ولا وجود لها في السّوق، فأصابته الدّهشة ممّا شاهده مِن مُختَلف أنواع الفواكه التي ليس مَوسِمها إطلاقًا؛ فهنا سألها مُندهشًا كيف فواكه طازجة لدى مريم ليس مَوسمها بل على مُختَلف أنواعها طازجةً طريّةً فقال: "يا مريم أنّى لكِ هذا ولسنا في موسم هذه الفواكه؟!"، فقالت: "أنه مِن عند الله إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ"، فقال لها زكريا: "وكيف رزقِكِ الله فهل أحضر هذه الفواكهَ الملائكةُ مِن الجنة؟" فقالت مريم: "كلّا يا أبتي بل أنا مَن أصنع هذه الفواكه وكل ما تجده لديّ مِن طعامٍ فلم يُحضِره أحدٌ مِن أعمامي كما ظننتَ في نفسك، كونك تجد لديّ طعامًا كل يوم ولم تسألني مَن جلب إلَيّ الطعام فأردتُ أن أعمل لك مفاجأة"، فقال: "وكيف تَصنعين ذلك؟"، فقالت: "يا أبتي سَل ما في نفسك"، فطلبَ شيئًا كذلك لم يأتِ بعدُ مَوسِمه فأحضَرت ترابًا وماءً، وصنَعت مِن التّراب على هيئة ما طلبَه عمّها زكريا - تمرًا رُطَبًا جَنيًّا - فقالت: "اللهم اجعله رُطَبًا جَنيًّا"، فأجابها الله؛ فإذا ببراعم التّراب صاروا رُطَبًا جَنيًّا!، فقالت: "تفضّل يا عمِّي الحبيب" فتناول زكريا ما شاهده بأمّ عينه أنها صنعَته مِن ترابٍ مِن غير شجر نخيلٍ، فأكَل منه فوجده حقًّا رُطَبًا جَنيًّا حُلوَ المذاق كمثل الرُّطَب الجَنيّ المعروف حين ينضجُ، فشاهد قُدرة الله كيف أجاب الله دعاء مريم بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ بغير نخيلٍ، هنالك دعا زكريا ربّه بيقينٍ تامٍّ، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٨﴾ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٣٩﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴿٤٠﴾ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٤١﴾} [آل عمران].
فكان يُعيقُ يقينَ دعاء زكريا أنّ امرأته عاقرٌ أي: قاعِدٌ لم تَعد تحيض، ولكنّه أيقنَ أنّه حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فسوف يُجيبه الذي أجاب مريم؛ فكيف أجابها الله بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ جَنيٍّ مِن غير نخيلٍ! إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير، فدعا ربّه أن يهبَ له ذريّةً طيّبةً حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فإنّ ربّي سميعُ الدّعاء على كل شيءٍ قدير، كونه وجدَ معجزات خارقة لدى مريم - عليهم الصّلاة والسّلام - ولذلك دعا ربّه في تلك اللحظة وهو مُوقِنٌ بالإجابة رغم أنّه يدعو مِن قبلُ ولكن كان يُعيقُ يقينَ الإجابة أنّ امرأته صارت عاقرًا قاعِدًا لا تحيض.
وأمّا بالنسبة لنبيّ الله زكريا ففي مساء يوم الدّعاء؛ مساءَ ذلك اليوم طلبَ مِن زوجته الرَّفثَ فقال لها: "ليَهبَ لنا الله مِن لدُنه وليًّا"، فتبسّمت ضاحكةً فقالت: "لا يأسَ مِن رَوْحِ الله"، فلبَّت الطّلب - زوجة نبيّ الله زكريا - فكتبَ الله لهما يحيى، ومرّت ثلاثة شهورٍ وفي ذات يومٍ وهو قائمٌ يُصَلّي في المِحراب فبعدَ أن أنهى صلاته بدعاء القنوت لصلاة الفجر؛ فإذا بالملائكة يدخلون عليه المِحرابَ فتمثَّل جبريل رجلًا سويًّا، ثم أكمل صلاته - الفَجْر - فقال جبريل: "السّلام عليكم ورحمة الله"، قال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، قال: "يا زكريا إنّا نُبشِّرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له مِن قبلُ سَميًّا"، فأخذَته الدّهشة كونه حينها قد نسيَ أنّه دعى ربه وهو مُوقنٌ بالإجابة حتى ولو كانت امرأته عاقرًا قاعدًا لا تحيض، ولكننا نجده عندما جاءته الملائكة بالبشرى لم يَعُد اليقين كما كان حين الدعاء في لحظة الدعاء يوم شاهَد المُعجِزات ولذلك أخذته الدّهشة! كيف يكون له غلامٌ وكانت امرأته عاقرًا وقد بلغَ مِن الكِبَر عِتيًّا؟! ولكن الرّد على تَعجُّبه قد تنزَّل مع جبريل والملائكة - عليهم الصّلاة والسّلام - في عِلم الغيب أنّ زكريا سوف تأخذه الدّهشة مِن ذلك وقال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ﴿٧﴾ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴿٨﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴿٩﴾ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ﴿١٠﴾ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴿١١﴾} [مريم].
وذلك تمهيدًا للمُعجزة الكبرى لمريم - عليها الصلاة والسّلام - أن تحمل بغير زوجٍ يمسَسها ولم تكُ بغيًّا بل بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون) في نفس السّاعة حملًا وولادةً في نفس اليوم، ولم يكن بطلبٍ مِن مريم عليها الصّلاة والسّلام، ولكنه طلب أمّها فأجاب الله دعاء أمّ مريم كونها كانت تريد ذكَرًا فوضعَتها أنثى، ولكنّ الله ابتلى يَقينها وظنّها في الله فكأنّه لم يُجب دعائها حين وضعَتها أنثى وليس الذّكرُ كالأنثى، ولكن ظنّها في الله أنه أجاب طلبها ولكن كما يشاء هو سبحانه، ولذلك قالت: "والله أعلم بما وضعتُ فعسى أن يجعل الله فيها خيرًا لدينه"، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٣٥﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٣٦﴾} [آل عمران] صدق الله العظيم.
إذًا الذَّكَر (المسيح ابن مريم) إجابةً لدعاء أم مريم التي كانت تتمنى لو أنّها وضعَت ذكَرًا لتنفع به دين الله، وليس الذَّكرُ كالأنثى كون زوجها عمران بن يعقوب مات وهي حامل؛ رغم أن الله أجابها ولكن بطريقته المُعجِزة اللّاحقة نظرًا لقناعتها أنّ الله أجابها كون امرأة عمران وهبت لله ما في بطنها مُحرَّرًا فتقبّل منها إنّه هو السّميع العليم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴿٤٢﴾ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿٤٣﴾ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٤﴾ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} [آل عمران] صدق الله العظيم.
وأبَشِّر كافّة البَشَر بحفيد آدم - عيسى ابن مريم - عليهم الصّلاة والسّلام.
وربّما يَودّ أحد السّائلين أن يقول: "فكيف يكون المسيح عيسى ابن مريم حفيد آدم وهو ليس مِن ذريّته تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".
فمِن ثمّ يَردّ على السّائلين خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الحفيد هو ابن بنتك وليس ابن ابنك، وأما البنين فهم الذُّكور الذين يَحمِلون ذريّتك تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [النحل]، كون الابن يَحملُ ذريّة النَّسَب لأبيه، وأمّا البنت فتحمِل ذُريّة الصِّهر، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالَمين..
صاحبُ عِلم الكتاب وفصلَ الخِطاب والقول الصّواب؛ خليفة الله على العالم بأسره الإمام المهديّ ناصر محمد ...
رابط الاقتباس : https://alyamani.me/showthread.php?p=388179