الموضوع: يا أيها المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلى الله عليك وسلم صدقناك واتبعنا دعوتك بالحق وإنا نشهدك أننا سوف ننافسك في حب الله وقربه ولن نذر الله لك وحدك،

النتائج 21 إلى 30 من 40
  1. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 61446 من موضوع من الإمام المهديّ إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة المعدودة في الكتاب، فكم اشتقنا للقائكم أيها الأحباب..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 11 - 1433 هـ
    19 - 09 - 2012 مـ
    02:08 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة المعدودة في الكتاب، فكم اشتقنا للقائكم أيها الأحباب..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلهم وأسلم تسليماً ومن تبعهم بإحسانٍ في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ولا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون ندعو إلى الله على بصيرةٍ، وسبحان الله وما أنا من المشركين، أمّا بعد..

    صلوات الله وسلامه عليكم ورحمته وبركاته يا أحباب الله ربّ العالمين قوم يحبّهم الله ويحبّونه، وأنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتي بالبرهان المبين في أنفس قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأنّهم لن يرضوا في أنفسهم حتى يرضى حبيبهم الله ربّ العالمين لا متحسراً ولا حزيناً، أولئك اتّخذوا عند الرحمن عهداً بأنّهم لن يرضوا حتى يرضى، فيقول من كان من القوم الذي يحبّهم الله ويحبّونه: فماذا نبغي من الحور العين وجنّات النعيم وحبيبنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الذين هم ليسوا من شياطين الجنّ والإنس وإنّما ضلّ سعيّهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون، وأما المغضوب عليهم فلا يتحسر الله عليهم حتى يذوقوا وبال أمرهم كونهم ليسوا بنادمين يوم الدين على ما فرّطوا في جنب ربهم؛ بل نادمون لو أنّهم أضلّوا عباد الله جميعاً حتى يكونوا معهم سواءً في نار الجحيم، وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} صدق الله العظيم [النساء:89].

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} أي سواءً في نار الجحيم كون الشيطان وحزبه يدعون عباد الله ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتّخذوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [فاطر:6].

    وإنما الحسرة في نفس الله على قومٍ آخرين ليسوا من المغضوب عليهم بل من الضالين عن الهدى بغير عداوةٍ مقصودةٍ لربّ العالمين، حتى إذا حصحص الحقّ وتبيّن لهم أنّ رسلهم حقٌّ من ربّ العالمين ندموا ندماً شديداً لدرجة أنَّ كل ظالمٍ منهم يعضُّ على يديه من النّدم لو أنّه اتّبع رسول ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتّخذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ اتّخذ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} صدق الله العظيم [الفرقان:27].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يعلمون بحقيقة صفة الرحمة في نفس الله وأن يقول: "يا ناصر محمد، لقد تجرأت بوصف الله بما ليس من صفاته سبحانه فتصف أنّه يتحسر على عباده الظالمين، وفتواك هذه تصف الله بالنّدم. سبحانه! فكيف يندم الله في نفسه على تعذيب الظالمين؟". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الذين لا يعلمون وأقول: يا سبحان الله العظيم! وتعالى علوَّاً كبيراً أن يندم على شيء كونه لا يندم على فعل الشيء إلا الخطّاؤون، ما لكم كيف تحكمون؟ فمن الذي أفتى أنّ تحسر الله على عباده الضالين هو تحسر الندم؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فلا ينبغي لله أن يندم على شيء كونه لا يخطئ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولكنّكم قوم لا تفرّقون بين حسرة الله على الضالين وبين حسرة الظالمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ومن ثم تقولون إنّ الحسرة هي الندم وقضي الأمر، ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُ‌وا اللَّـهَ ذِكْرً‌ا كَثِيرً‌ا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَ‌ةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِ‌جَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَ‌حِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    و السؤال الذي يطرح نفسه: فهل صلاة الله على المؤمنين كمثل صلاة ملائكته على المؤمنين؟ وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "فعلّمنا كيف تكون صلاة الملائكة على المؤمنين حتى نستطيع أن نعلم الفرق بين صلاة الله على المؤمنين وصلاة الملائكة على المؤمنين". ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم وأقول: فأما صلاة الملائكة على المؤمنين فهي الدعاء للذين آمنوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٤﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْ‌نَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُ‌ونَ لِمَن فِي الْأَرْ‌ضِ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} صدق الله العظيم [غافر:7]، فتلك هي صلاة ملائكة الرحمن على من في الأرض من عباد الله المؤمنين.

    وهنا يتبيّن لعلماء الأمّة وعامّة المسلمين أنّ صلاة الله على المؤمنين لا ينبغي أن تكون كمثل صلاة الملائكة على المؤمنين كون صلاة الملائكة على المؤمنين هي الدعاء إلى الله أن يغفر لهم ويرحمهم، ولكنّ الله يدعو من؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل صلاة الله على المؤمنين هي إجابة دعاء الملائكة.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُ‌وا اللَّـهَ ذِكْرً‌ا كَثِيرً‌ا ﴿٤١﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَ‌ةً وَأَصِيلًا ﴿٤٢﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِ‌جَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَ‌حِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    فكذلك حسرة العباد على ما فرّطوا في جنب ربّهم فحسرتهم هي الندامة على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وأما حسرة الله عليهم فليست ندامةً؛
    بل حسرته بسبب صفة الرحمة في نفس الله، أفلا تؤمنون أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين؟ فكيف لا يحزن على النادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون؟ وإنما حسرة الله عليهم ليست الندامة فلم يظلمهم شيئاً، سبحانه حتى يندم على ظلمهم! بل هم الذين ظلموا أنفسهم. وإنّما حسرة الله عليهم هو الحزن عليهم كونهم ظلموا أنفسهم فأصبحوا نادمين، ولو لم يندموا على ما فرّطوا في جنب ربّهم لما تحسر الله عليهم شيئاً.

    ويا عباد الله الرحماء، والله إنّكم لتشعروا بالحسرة الآن على الذين لم يتّبعوا الحقّ من ربّهم برغم إنّهم لم يندموا بعد، فما بالكم من بعد الندم! فكيف ستكون حسرتكم عليهم؟ فإذا كان هذا حالكم، فكيف إذاً بحال من هو أرحم بعباده منكم؛ الله أرحم الراحمين؟

    ألا وإنّ الرحمة في نفس الله صفة مشتركة بين الربّ وعباده الرحماء، ولذلك يصف الله صفة الرحمة في نفسه بأنّه هو أرحم الراحمين برغم أنّه لا إله غيره وبرغم ذلك يصف نفسه أنّه هو أرحم الراحمين. ولربما يودّ أن يقول أحد الذين لا يعلمون: "قال الله تعالى:
    {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: اللهم نعم فليس قدر صفة الرحمة في أنفسكم كمثل قدر صفة الرحمة في نفس الله؛ بل الفرق عظيم ولا مجال للمقارنة ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، كون صفة الرحمة في أنفسكم محدودة وصفة الرحمة في نفس الله ليس لها حدود مهما كانت ذنوبكم ومهما عظمت، فربّي وسع كل شيء رحمةً وعلماً لمن تاب وأناب. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الزمر:53].

    ولكن الإنابة والندم شرطٌ محكمٌ في كتاب الله لمن يرجو رحمة ربّه أن يغفر ذنبه ويهدي قلبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿54﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا عباد الله لا تقنطوا من رحمة الله، ألا والله إنّ من أعظم الظلم في الكتاب هو القنوط من رحمة ربّه، ومن يقنط من رحمة ربّه فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً، كون القنوط من رحمة الله جرم كبير في حد ذاته وكفر بأحبّ صفات الله إلى نفسه بأنّه هو أرحم الراحمين بل أرحم بعبده من الأمّ بولدها، أفلا تؤمنون أن الله هو حقاً أرحم الراحمين؟ إذا لا ينبغي للأمّ أن تكون أرحم بابنها من الله أرحم الراحمين.

    فيا معشر الأمهات، إذا أردْنَ أن تتحقق الشفاعة في نفس الله لأبنائهن من أصحاب الجحيم فلتتذكر كيف تشعر بالحسرة الشديدة والحزن العظيم على ولدها لو كان من أصحاب الجحيم حتى إذا استشعرت بالحسرة والحزن العظيم فإن قالت: "يا رب اغفر لولدي"، وتتوسل إلى الربّ ليغفر لولدها الذي مات وهو من الغافلين الضالين فلن يغفر الله له كونها ألهتها الحسرة في نفسها على ولدها ونسيت أنّ الله هو أرحم منها بولدها.
    وربّما تود إحدى الأمهات أن تقول: "يا ناصر محمد، فلو وجدت ولدي يوم القيامة من أصحاب الجحيم فإني أشهدك إنّني لن أكون سعيدة في جنّات النعيم كوني كلما تذكرت ولدي بين الحين والآخر سوف يغمر قلبي الحزن الشديد حسرةً على ولدي كوني أُمّه، فهل لو أتضرع إلى ربّي أن يرحمني فيعتق ولدي من نار الجحيم فهل الله سوف يُجيب دعائي فيشفّعني في ولدي؟". ومن ثم يردّ عليها الإمام المهديّ وأقول: بل سوف يردّ عليك الله بنفس ردّه على نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام حين أراد أن يشفع لولده من عذاب الله وأراد نبيّ الله نوح أن يرحمه الله فيعتق ولده من العذاب في الدنيا والآخرة، فانظري لرد الله على نبيّه نوح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى:
    {فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [هود:46].

    كون نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام سأل ربَّه الشفاعة لابنه من عذاب الله بالغرق ومن بعد الغرق من عذاب الجحيم، وبما أنّ نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام سأل ربَّه الشفاعة وهو لا يعلم بسرِّها، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)} صدق الله العظيم [هود].

    وبما أن نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام علم من خلال ردّ الله عليه أنّه تجاوز بالدعاء إلى ما لا يحقّ له وعلم إنّ للشفاعة سرّاً لا يحيط به علماً وإنّه ليس كما يظن، ولذلك قال نبيّ الله نوح:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ (47)} صدق الله العظيم [هود]، فغفر الله له ذلك الدعاء وهو الغفور الرحيم.

    وربّما تودّ أن تقاطعني الأمّ مرةً أخرى فتقول: "يا ويلتي فكيف أدعو الله لو وجدت ولدي من أصحاب الجحيم وعلمت أنّ ولدي قد أصبح من النادمين على ما فرّط في جنب ربّه؟ ولكنّي لن أستطيع أن أستمتع بنعيم جنّة الله وولدي يصرخ في نار جهنّم من عذاب الحريق، فسألتك بالله العظيم يا من اصطفاه الله إمامَ العالمين أن تعلّمني كيف أُنقذ ولدي من عذاب الحريق لو وجدته من المعذّبين وأمّه من الصالحين؟". ومن ثم يردّ عليها عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر الأمهات لو علمتنّ أنّ أولادكنّ من الضالين من أصحاب الجحيم ومن ثم تشعر الأمّ بعظيم الحسرة والحزن على ولدها المعذّب في نار جهنّم ومن ثم تجثم بين يدي الله فتقول: "يا ربّ إذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بولدي مني الله أرحم الراحمين؟". ومن ثم يناديها الله من وراء الحجاب فيقول: صدقتِ واعترفتِ أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فلا ينبغي لك أن تكوني أرحم بولدك مني ووعدي الحقّ وأنا أرحم الراحمين. ومن ثم تحقق الشفاعة لولدها في نفس الله كون الشفاعة لله جميعاً فتشفع لعباده رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون} صدق الله العظيم [الزمر:44].

    وربّما يودّ أن يقول أحد عباد الله المسلمين: "وهل في نفس الله حسرة على الكافرين الضالين بسبب صفة الرحمة في نفسه تعالى لأنّه أرحم الراحمين؟". ومن ثم نترك الردّ على العباد من الله أرحم الراحمين مباشرة:
    {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)} صدق الله العظيم [يس].

    وهنا يتوقف للتفكر كلّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فيقول: "يا رب فماذا نبغي من الحور العين وجنّات النعيم وأحبّ شيء إلى أنفسنا الله أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ؟ فقد شغلنا عن حسرتنا التفكّر في حسرة من هو أرحم بأولادنا منّا الله أرحم الراحمين، فكيف نقبل أن نكون سعداء في جنّات النّعيم وحبيبنا أرحم الراحمين متحسرٌ وحزينٌ؟ فأين السعادة ما لم يذهب الحزن والحسرة من نفس الله أرحم الراحمين؟". ومن ثم يقول كلّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه: "أقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم لن أرضى بجنّات النّعيم والحور العين حتى يحقّق لي ربي النّعيم الأعظم من جنّات الله فيرضى في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً". ومن ثم يردّ الإمام المهديّ على الذين اتّخذوا عند الرحمن عهداً بأنّهم لن يرضوا حتى يرضى وأقول: وهل سبب قسمكم أنكم علمتم أن رضوان نفس الربّ هو النّعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك أقسمتم بالله جهد إيمانكم بالحقّ إنّكم لن ترضوا حتى يرضى؟ فهذا يعني إنّكم قد علمتم علم اليقين أنّ رضوان الله نعيمٌ أكبر من نعيم جنّته فصدقتم بفتوى الله في محكم كتابه لعلماء الأمّة وعامتهم بأنّ رضوان الرحمن هو النّعيم الأعظم من نعيم الجنان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جنّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنّات عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله تعالى:
    {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:31].

    ويا قوم ما دعوتكم إلا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولم أفتيكم إلا بالحقّ بأنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، فاكفروا بعقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود إن كنتم تؤمنون أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين، فكيف تلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمة أن يشفعوا لكم عند الله أرحم الراحمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ومن أبى إلا الاستمرار في عقيدة الشفاعة بين يدي الربّ المعبود فاشهدوا عليه بأنّه من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وربّما يردّ أحد السائلين المؤمنين أن يقول: "وما سبب إشراكهم بالله من بعد إيمانهم بأنّ الله هو الحقّ؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: تجدون الجواب عن سبب إشراكهم في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    وربّما يودّ أن يقاطعني أحد عباد الله المؤمنين فيقول: "فهل لا يحقّ لنا أن نعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود؟". ومن ثم يجد الجواب في قول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وعنكم طالت الغيبات لكن ما نسيناكم منازلكم سواد العين ووسط القلب ذكراكم، أحبتي في الله فكم زاد اشتياق الإمام المهديّ إلى لقاء قوم يحبّهم الله ويحبّونه الذين تسيل أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ، رضي الله عنهم وأرضاهم بنعيم رضوانه على عباده، وصلى الله عليهم والملائكة والمهديّ المنتظر وأسلم تسليماً.

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 146777 من موضوع الردّ الملجم بسلطان العلم على (الباحث عن البينة) الذي هو ذاته (الباحث عن الباطل)..

    - 8 -
    [ لمتابعة رابط المشاركــة الأصلية للبيان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=146769

    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - شعبان - 1435 هـ
    11 - 06 - 2014 مـ
    06:43 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ



    بيانُ العجب العُجاب عمّا في قلوب أحباب الربّ؛ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتّى اجْتمعوا على حبّ الله
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أوّلهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فاسمعوا لأعجب فتوى في تاريخ خلق الله أجمعين، وأزكّي فتواي بالحقّ بالقسم بالله العظيم ربّ الملكوت ربّ كلّ شيء ومليكه الله وحده لا شريك له بأنّه لو يخرج إلى قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه كافةُ الأنبياء والمرسلين ويتقدّمهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يخاطبهم كافةُ الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر ناصر محمد ونقول لهم: اتّخِذوا رضوانَ الله وسيلةً ليُدخلكم جنّته ويقيكم من ناره. لقالوا: "اسمع يا أيّها المهديّ المنتظَر ناصر محمد وكافة الأنبياء والمرسلين، فاسمعوا لردِّنا بالحقّ، ونُقسم لكم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نتّخذ رضوان الله النَّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأصغر جنات النَّعيم؛ بل لن نرضى حتى يرضى الله"! فحتى ولو ردَّ عليهم كافةُ الأنبياء والمرسلين القول فيقولون: ولكن ها هو المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم؛ ها هو معنا يقول لكم: فلتتخذوا رضوان الله وسيلةً ليقيكم ناره ويدخلكم جنّته برغم أنّ الذي علّمكم حقيقة النَّعيم الأعظم هو ناصر محمد. فمن ثم يردّ على الإمام ناصر محمد اليماني وعلى كافة الأنبياء والمرسلين معشرُ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فيقولون: "نحن الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور لا نكذِّبُ بكافة الأنبياء والمرسلين ولا نفرِّقُ بين رسل ربّ العالمين ونؤمن بالرسل من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، ونؤمن بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد صلوات الله عليهم جميعاً ونسلّم تسليماً، ونطيع أمر الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد، فاسمعوا لردِّنا عليكم بالحقّ، ونقول:

    [[[نقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّنا لن نترك الله لكم أنتم والمهديّ المنتظَر تتنافسون على حبِّه وقربه؛ بل سوف نُنافسكم في حبّ الله وقربه، وكذلك يتمنى كلٌّ منّا من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أن يكون هو العبدُ الأحبّ والأقرب منكم إلى الربّ وحتى ولو كنتم الأنبياء والمرسلين ومعكم المهديّ المنتظَر، فما أنتم إلا بشرٌ مثلُنا؛ عبيدٌ لله مثلنا ولستم أولاد الله حتى تكونوا أولى بحبِّ الله وقربه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فلم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وما أنتم إلا عبيدٌ لله مثلُنا ولنا الحقّ في ذات الله كما لكم، فلسنا مشركين بالله عبادَه المقربين ولن نتخذ من دون الله ولياً ولا شفيعاً.

    ونقسم لكم يا معشر الأنبياء والمرسلين بأنّه لو يتّخذ الإمامُ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني رضوان الله وسيلةً ليفوزَ بجنّات النَّعيم فإنّنا لن نتّبعه باتِّخاذ رضوان الله وسيلةً، وحتى ولو قال: "لقد أفتيتكم بالباطل"؛ لقلنا: بل أفتيتنا بالحقّ فقد علمنا الحقّ علم اليقين في قلوبنا، فعلمنا أنّ رضوان نفس الله هو النَّعيم الأعظم من نعيم الجنّة.

    ويا معشر كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر ناصر محمد فاسمعوا وعُوا قولَنا، ونقسم بالله الواحد القهّار من يولج الليل في النّهار ويرسل السماء مدراراً وجعل الجنّات والأنهار؛ من يبعث من في القبور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنّنا معشرَ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه لن نرضى بملكوت الجنّة أجمعين حتى يكون حبيبنا الله راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، فقد علمنا أنّ رضوان الله على عباده لهو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته، فحتى لو ارتدَّ الإمامُ المهديّ ناصر محمد عن اتّخاذ رضوان الله على عباده غايةً، وحتى ولو أنكر أنَّ رضوان الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّته فحتماً سوف نعلن الإصرار المطلق نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه أننا لن نرضى حتى يرضى الرحمن الرحيم، ونعتصم بالله بأنّ رضوان نفس الله على عباده هو النَّعيم الأعظم من جنّته.
    وحتى لو أمرنا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من بعد الظهور والتمكين على العالمين فأمرنا أنْ نتَّخذ رضوان نفس الله وسيلةً لتحقيق نعيم جنّات النَّعيم فحتماً سوف نعصي أمره، وإنْ أصرّ علينا وأراد أنْ يُلقي بنا في ظلمات السجون فحتماً سوف ندعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ إلى المباهلة ونعصي أمره بأنْ نتخذ رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة، فليشهد الله وكفى بالله شهيداً ونُشهدُ كافة خلقه أجمعين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ أنّنا لن نرضى بملكوت الجنَّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى حبيبنا الله ربّ العالمين وكفى بالله شهيداً، وما اتَّبعنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وشدَدْنا أزره إلا من بعد أن علّمنا حقيقة اسم الله الأعظم، ووجدناه صفةً لرضوان نفس الله على عباده، وعلمناه علم اليقين.

    ولن يزداد يقينُنا في حقيقة اسم الله الأعظم من بعد الظهور والنّصر والتمكين، ولن يزداد يوم يقوم الناس لربّ العالمين لكوننا قد علِمْناه علم اليقين في قلوبنا فوجدناه حقّاً النَّعيم الأعظم من نعيم جنّته، وعلمنا علم اليقين حقيقة قول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة]، فوجدنا رضوان نفس الله على عباده هو حقاً النَّعيم الأكبر من نعيم جنّته لا شك ولا ريب، فإن انقلب ناصر محمد اليمانيّ على وجهه ولم يعُدْ يتَّخذ رضوان نفس الله غايةً أو مات أو قُتل فلن نتراجع عن تحقيق هدفنا في تحقيق النَّعيم الأعظم، لكوننا لا نعبد ناصر محمد اليماني؛ بل نعبد الله الواحد القهّار. أفإِن مات ناصر محمد اليماني أو قتل ننقلبُ على أعقابنا؟ ونعوذ بالله من ذلك، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    وهذا ردُّنا نحن معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فلا نخاف في الله لومة لائم.
    ]]]
    ـــــــــــــــ
    انتــــــهى...



    وهذا للعلم حوارٌ افتراضيٌّ، ومن ثمّ يقول المهديّ المنتظَر ناصر محمد لكافة البشر وللباحث عن البيّنة: إذاً فإذا كان هذا ردّهم حقيقٌ بالحقّ، فإذاً عليكم أن تستيئِسوا من فتنة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ فإذا كان هذا ما سوف يكون من ردّهم على كافة الأنبياء والمهديّ المنتظَر إذاً فلن تستطيعوا فتنتهم فلقد علمتْ قلوبُهم ما لا تعلمون.

    وربّما يودّ أن يقول الباحثُ عن البيّنة: "يا ناصر محمد، فما يدريك أنّ هذا سوف يكون ردّهم على الأنبياء والمهديّ المنتظَر، أليس الحقّ هو أنْ يُطيعوا أوامر الأنبياء والمهديّ المنتظَر؟" فمن ثمّ نقول: يا أيّها الباحث عن البينة، والله الذي لا إله غيره لو يأمرهم محمدٌ رسول الله أو المهديّ المنتظَر أنْ يُلقوا بأنفسهم في نار جهنّم لألقوا بأنفسهم وهم لا يبالون بالحريق طاعةً لله وحباً في ذات الله لكونه قد اصطفانا، إلا أنْ نأمرهم أن لا ينافسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حبّ الله وقربه فهنا سوف يعصون أمر المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين لكونهم قد علموا علم اليقين أنّهم إنْ عصوا هذا الأمر فإنّ هذا العصيان لا يُغضب الله؛ بل يُسعد نفسه من غير ظلمٍ لأنبيائه والمهديّ المنتظَر، وعلموا أنّ الحقّ هو معهم.

    وكذلك لو نأمرهم أن يتخذوا رضوان الله وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة فلن يطيعوا المهديّ المنتظَر في ذلك أبداً وحتى ولو تعمّرتُ معهم مليون سنةٍ في عصر الحوار من قبل الظهور وأنا أدعوهم ليلاً ونهاراً إلى التراجع عن اتّخاذ رضوان الله غايةً ونأمرهم أن يتخذوه وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة لما تزلزلوا شيئاً! فماذا نقول إذاً؟ فاسْتَيْئِسُوا من فتنة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه.

    وربّما يودّ الباحث عن البينة أن يقول: "يا ناصر محمد، إن بيانك الافتراضي بين الأنبياء والمهديّ المنتظَر ومن تسمِّيهم قوماً يحبّهم الله ويحبّونه -وكلنا نحبّ الله- إنّما هو بيانٌ افتراضيٌّ، وما يدريك ماذا سيكون ردّهم؟ إلا أن تكونَ قد كتبتَ لهم هذا البيان الافتراضي من قبلُ على العام أو الخاص وعلمتَ ردّهم". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على الباحث عن البينة وأقول: أقسم بالله العظيم ما قطُّ كتبت لهم هذا البيان الافتراضي الذي يخصّهم والأنبياءَ والمهديَّ المنتظَر، وما قطُّ خطَّته يميني وشمالي، وما قطُّ كلّمتُ به أحداً منهم، ولكنّي أقسم بالله العظيم أنّني لم أنطقْ إلا بما سوف ينطقون به ويجدونه حاضراً في قلوبهم فيعلمون علم اليقين أنّ هذا هو حقّاً سوف يكون ردّهم وهم على ذلك من الشاهدين، فهم يعلمون أنَّ هذا هو فعلاً ما سوف يكون من ردّهم لا شك ولا ريب، ويجدونه حاضراً في قلوبهم برغم أنّي لا أعرف 99% منهم، وهم على ذلك من الشاهدين.

    ذلك ممّا علمني ربّي بحقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه من بقاع شتى اجتمعوا على حبّ الله، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى أحبُّ شيءٍ إلى أنفسهم الله ربّ العالمين، يغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم برغم كثرة ذنوبهم، فما أكرمهم عند الله، فكأنّهم أنفقوا ملكوت الله جميعاً عند ربّهم برفضهم ملكوت ربّهم حتى يرضى.

    وربّما يودّ أحدُ أحبتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي، إنّني قد علمت بحقيقة النَّعيم الأعظم علمَ اليقين في قلبي، ولكنّي أحياناً أرتكب إثماً فمن ثمّ أتوبُ إلى الله متاباً، فهل أنا لا أزال منهم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمامُ المهديّ ناصر محمد وأقول: اللهم نعمْ إنّك منهم، فلا يُوَسْوِس لك الشيطان باليأس والقنوط من رحمة الله وكن من الشاكرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 90293 من موضوع الرد على الأخت أمّة الرحمن: فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 06 - 1428 هـ
    07 - 07 - 2007 مـ
    10:16 مسـاءً
    ـــــــــــــــــــــــ



    يا أمَة الرحمن قد جعل الله بُرهان الإمامة في القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
    يا أمة الله، إذا كُنتِ طالبة علمٍ فتدبري جميع خطاباتي تعلمين الكثير ولا يزال لدينا الأكثر، وإذا مررتِ بموضوع لم تفهميه فسوف نزيدك علماً بإذن الله ولك منا البُرهان والسُلطان من حديث الرحمن وكفى به بُرهاناً. تصديقاً لقوله الله تعالى:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [المرسلات:50].

    ثم اعلمي بأنّ التواريخ حسب يوم وشهر السّنة الشمسيّة في ذات الشمس، فلا تظني بأنّ اليوم الذي أُنذر الناس منه قد انقضى؛ بل نحن فيه منذ غرّة هلال ربيع الأول بالقمر لعام 1426 هجريّة الموافق الجُمعة ثمانية إبريل 2005، ولا نزال في هذا اليوم الشمسيّ فلا تفتنك التواريخ التي لا تحيطين بها علماً! فإذا وجدتِ لديك اللهفة لطلب العلم فسوف تفهمين البيان الحقّ للقرآن وتؤمنين بأنه حقاً الشمس والقمر بحسبان ويعتمد عليها تاريخ القرآن وأسراره في البيان من نفس القرآن، ولا ينبغي لي أن أستنبط البيان الحقّ للقرآن من غير القرآن، وأضرب لك على ذلك مثلاً سؤال افتراضي منكِ:

    ســ - أمة الرحمان: هل خلقنا الله لنحبّه فنعبده كما ينبغي أن يُعبد؟ أم أنّهُ خلقنا من أجل نِعَم الدُنيا؟ أم أنّه خلقنا من أجل أن يُدخلنا جنّةٌ عرضها السموات والأرض؟ أم أنّه خلقنا ليلقي بنا في نار جهنم؟

    جــ - إليك الجواب من الكتاب بالقول الفصل وما هو بالهزل يفهمه أهل العقول، وكوني كمريم البتول فتبتّلي إلى ربك تبتيلاً واذكري الله كثيراً وتقربي إليه بصالح الأعمال رغبةً في رضوان نفسه، ولا تتخذي رضوان الله وسيلةً لتحقيق الغاية الجنةَ (النعيمَ الأصغر)! فإذا كنت تحبين الله وأحبّك الله وقربّك فسوف تكتشفين نعيماً أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض وليس نعيماً مادياً؛ بل هو أكبر من نعيم المُلك والملكوت كُله؛ وذلك هو اسم الله الأعظم؛ حقيقة رضوان نفس الله على عباده، وقد بيَّن الله في القُرآن بأنّ نعيم رضوان نفسه تعالى على عباده هو النعيم الأعظم من الجنة. وقال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم [التوبه:72].

    فهل علمتِ يا أختي بأنّ رضوان الله نعيمٌ أعظم من الجنة وذلك هو اسم الله الأعظم، ولكن للأسف فإنّ كثيراً من الذين لا يعلمون يظنّون بأنّ اسم الله الأعظم أنّه اسم أكبر من أسمائه الحُسنى التسعة وتسعين اسمٍ! فلا يجوز ذلك؛ بل ذلك إلحادٌ في أسماء الله وجميعها لله الواحد القهار، فكيف يكون اسماً أعظمَ من اسم وهو واحدٌ أحدٌ؟ ولكن للأسف بعض العُلماء ظنّ بأن الاسم الأعظم أنّه أعظم من أسماء الله الأخرى سبحانه وتعالى علواً كبيراً، وسبب ظنّهم بذلك ما جاء في الحديث (اسم الله الأعظم) فظنوا أنّهُ اسماً أعظمَ من أسمائِه الأخرى؛ بل يقصد بالأعظم أي أنهُ نعيمٌ أعظم من نعيم الجنة كما أثبتنا ذلك من القُرآن العظيم الذي ذكر بأنّ رضوان الله على عباده أعظم من نعيم الجنة، وذلك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم، أي وربي إنّه نعيم أعظم من نعيم الجنة، ولذلك خلقكم يا معشر الإنس والجنّ وذلك هو النعيم الذي سوف تُسألون عنهُ يا من ألهاكم عنه التكاثر حتى زُرتم المقابر. تصديقاً لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم﴿8﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

    وذلك النعيم الذي سوف يحاسبكم عليه الله هو الهدف الذي خلقكم من أجله لتعبدوا ربّكم فتبتغون إليه الوسيلة لرضوان نفسه عليكم وتلك هي العبادة الحقّ، ولم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله خلقكم من أجل نعيم الدُنيا ولا من أجل نعيم الآخرة؛ بل أجد في القُرآن العظيم بأنّ الله خلق نعمهُ ونعيمه في الدُنيا والأخرة من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    فكيف يظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ النعيم الذي سوف يسألهم الله عنه أنّهُ نِعَمُ الدُنيا؟ فهل هم التهوا عنها؟ بل هي ألهتهم عن النعيم الحقّ الهدف الذي خُلقوا من أجله فألهاهم التكاثر بزينة الحياة الدنيا عنهُ وعن الشيء الذي التهوا عنه سوف يُسألون، فهل أوجدكم الله في هذه الحياة إلا ليبلوكم أيكم أحسن عملاً؛ عبادة لله ربّ العالمين؟ فكم قتلتم القُرآن تقتيلاً يا من تقولون التأويل بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً! فكيف تلهيكم الدنيا ثم يسألكم عنها؟ وهل خلقكم من أجل الدُنيا وكأنها الغاية التي خلقكم الله من أجلها ولأنكم التهيتم عنها سوف يسألكم؟! بل هي التي غرّتكم وألهتكم عن الحقّ لو كنتم تعلمون، فاعلموا بأنّ الله سوف يسألكم عن الشيء الذي ألهاكم عنه التكاثر. وهو ما جاء في قوله تعالى:
    {وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم.

    واسم الله الأعظم هو ( النعيــــم الأعظـــــم ) وذلك هو حقيقة لرضوان نفس ربكم عليكم فيمدّكم بروح منه وذلك رضوان نفسه عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المجادلة].

    بل ذلك هو الروح والريحان في القُرآن العظيم وليس نعيماً مادياً بل نعيمٌ روحي، ريحان القلوب ونعيمها الأعظم حُبّ الله وقُربه ينال بحُبه وقربه أحبابه وهم عباده المُقربون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسم رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وأقسم بالله العلي العظيم إذا كنتِ من أحباب الرحمن حقاً كما تُسمين نفسكِ فلن تُكذِّبي بأمري أبداً، وإن لم تكوني حبيبة الرحمن حقاً فسوف تكذبين أو تكوني مُذبذبةً لا تكذبين ولا تُصدقين فلن يفقه هذا الخطاب إلا من علِم بحقيقة الروح والريحان وليس ذلك نعيماً مادياً؛ بل هو نعيمٌ أعظم من جنة النعيم لذلك ذكره الله قبل جنة النعيم المادية أعظم الجنان نعيماً وهو أعظم منها في القلب المؤمن، و
    أكرر ليس اسم الله الأعظم نعيماً مادياً بل روح ريحان القلوب نعيمها الأعظم. وقال الله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ(89)} صدق الله العظيم، إذاً ليس نعيماً مادياً بل نعيمٌ في القلوب انعكاساً لرضوان نفس ربهم عليهم، بل ذلك هو المزيد المذكور في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [ق].

    ولا أظن حُبّ الله والمادة يجتمعان في قلوب عباده أبداً، فإمّا أن تعبد الله لأنك تحبه أو تعبده لتتخذ رضوان نفسه وسيلةً لكي يقيك من ناره ويدخلك جنته، ولكنك اتخذت النعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر منه وسوف تنال رضوان الله ولكنكم لا تنالون حبه،
    والحبّ هو أعلى درجات الرضوان لو كنتم تعلمون.

    ولم يجعلني الله شافعيّاً ولا زيديّاً ولا شيعيّاً ولا حنبليّاً ولا مالكيّاً ولا أنتمي لأيّ مذهبٍ فأنحاز إليه وأتلقى العلم من كُتيبات أئمته؛ بل أخاطبكم من حديث ربي وربكم أم تريدونني آتي بحديثٍ غيره من كُتيباتكم؟ فبأي حديثٍ بعده تؤمنون يا معشر المُسلمين؟ فهل أنتم مُصدقون؟ ما لم فإني أبشركم بعذابِ يومٍ عقيمٍ، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّ أعظم كُفرٍ في الكتاب هو الكُفر بالمهديّ المنتظَر، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنه يُبيّن للناس حقيقة اسم الله الأعظم، السر الذي خلقهم الله من أجله فهو يدعوهم ليعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ومن كفر بأمره فقد كفر بحقيقة رضوان الله في نفسه على عباده، ومن كفر بحقيقة رضوان الله فقد نال غضب الله ومقته، فهل يستويان مثلا من نال غضب من الله ممن نال حبه وقربه ورضوان نفسه؟.

    فما خطبكم يا معشر المسلمين لا تُصدقونني؟ فهل ترونني أدعوكم إلى ضلالةٍ ولا أهديكم إلى صراط العزيز الحميد؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم، فهل ترون أمَة الرحمن قد ربطت إيمانها بأمري بإيمانكم بشأني؟ إذاً جميع المسلمين في ذمتكم يا علماء الأمّة صدقوني، ما لم فلا تلوموا إلا أنفسكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني مواليد 1969 مـ
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 148478 من موضوع شهادة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بأن رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك لن أرضى حتى يرضى ربي حبيب قلبي..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــة الأصليّة للبيــان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=148473

    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - شعبان - 1435 هـ
    23 - 06 - 2014 مـ
    9:14 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ



    شهادة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بأنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من نعيم جنته
    ولذلك لن أرضى حتى يرضى ربّي حبيب قلبي
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين، أما بعد..
    فلا نزال نتابع شهادة شهداء النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم ولذلك خلقهم، وما الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا من ضمن شهداء النّعيم الأعظم، وأقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا أرضى بملكوت جنّات النّعيم حتى يرضى ربّي لا متحسراً ولا حزيناً، ورجوت من ربّي تثبيت قلبي على تحقيق النّعيم الأعظم وليس ذلك رحمةً بربّي سبحانه وتعالى عُلوّاً كبيراً، فهو ليس بأسف عبيده الصالحين حتى يرحموه سبحانه! وإنّما حزننا وحسرتنا هو على ذهاب النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم لكون رضوان الله على عباده هو نعيمنا الذي لا نبغي عنه حِوَلاً، فصَحِّحوا ألفاظكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وكونوا من الشاكرين، واعلموا أنَّ شياطين البشر يسعون الليل والنّهار ليصدّوكم عن السعي لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم لكونهم علموا أنّكم تسعون لتجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الشكر لله، ولكنّ الشياطين يسعون الليل والنّهار ليجعلوا النّاس أمَّةً واحدةً على الكفر لكون هدف الشياطين في نفس ربّهم هو عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنَّ إبليس الشيطان الرجيم علِم أنَّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك يسعى إلى أن يجعل الناس أمَّةً واحدةً على الكفر حتى لا يكونوا شاكرين وذلك حتى لا يتحقّق رضوان الله، ولكن الشيطان كرِه رضوان الله، ولذلك قال الشيطان الرجيم في قصص القرآن العظيم:
    {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧} [الأعراف].


    ولكنّ أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين تماماً كوننا نسعى إلى جعل الناس أمَّةً واحدةً على الشكر لله حتى يرضى الله على عبادهِ لكون الله لا يرضى لعباده الكفر؛ بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وبما أنّ الشياطين كرِهوا رضوان الله على عباده ولذلك تجدونهم يسعون إلى جعل النّاس أمَّةً واحدةً على الكفر بالله لكون الله لا يرضى لعباده الكفر، فمن ذا الذي يُنكر أنَّ هدف الإمام المهديّ ناصر محمد وحزبه هو حقاً هدفٌ معاكسٌ لهدف الشيطان وحزبه؟ فوالله لا يُنكر هدف الإمام المهديّ وأنصاره إلا جاحدٌ بنعمةِ ربِّه كون الإمام المهديّ وحزبه ابتعثهم الله رحمةً للعالمين، ولم يفقهْ كثيرٌ من المسلمين لماذا يُسَمَّوْن أنصار ناصر محمد
    (عبيد النعيم الأعظم)، فمن ثم نُقيم على السائلين الحجّة بالحقّ ونقول: فهل تعلم لماذا يوصف أحد أسماء الله بالأعظم، فهل تظن أنَّ لله اسماً أعظم من اسمٍ؟ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! ولكنّ أسماء الله الحسنى هي لإلهٍ واحدٍ، فلا ينبغي أن يكون له اسمٌ أعظمَ من أسماءِه الأخرى سبحانه.

    وتعالوا لنذكِّركم لماذا يوصف اسم الله الأعظم بالأعظم، وذلك لكون الله جعل ذلك الاسم حقيقةَ سرٍّ في نفسه تعالى، فجعله الصفة لرضوان نفس الله على عباده فيجدون رضوان الله على عباده نعيماً أكبر من نعيم جنته ولذلك يوصف بالأعظم؛ أي النعيم الأعظم من نعيم جنته. تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ولذلك تجدون أنصار الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور يُقسِمون بالله العظيم جَهد أيمانِهم أنَّهم لن يرضوا بنعيم جنّات النّعيم حتى يرضى الله حبيب قلوبهم وذلك لكونهم علِموا عِلم اليقين في قلوبهم أنَّ رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأعظم من نعيم جنَّتِه لا شكَّ ولا رَيب برغم أنَّهم لم يُقابلوا ناصر محمد اليماني وجهاً لوجهٍ ولم يَروه إلا في الصور، ولكن والله الذي لا إله غيره لا يزداد يقينهم بحقيقة النّعيم الأعظم ولا بالإمام المهديّ شيئاً من بعد الظهور لكون حقيقة النّعيم الأعظم حقيقة رسخت في قلوبهم في عصر الحوار من قبل الظهور.

    بل أقسم بربِّي الله لا يزداد يقينهم بحقيقة النّعيم الأعظم حتى يوم يقوم النّاس لربّ العالمين لكون حقيقة اسم الله الأعظم ترسَّخت في قلوبِهم، ولذلك اتّخذوا عند الرحمن عهداً أن لا يرضوا حتى يرضى، وإصرارُ ذلك في قلوبهم يتساوى بميزان القدرة الإلهية، فهل ترون قدرة الله سبحانه لها حدود؟ وكذلك إصرار عبيد النعيم الأعظم هو إصرارٌ في قلوبهم بلا حدود، فهم يعلمون حقيقة فتواي هذه علم اليقين وهم على ذلك من الشاهدين أولئك قدَروا ربَّهم حقَّ قدرِه، وأولئك عبدوا ربَّهم حقّ عبادته، وأولئك قومٌ يحبّهم الله ويحبونه ولذلك لن يرضوا حتى يرضى حبيب قلوبهم الله الرحمن الرحيم.

    وأقسم لجميع المسلمين بالله ربّ العالمين قَسَمَ المهديّ المنتظَر وما كان قسمَ فاجرٍ ولا كافرٍ أنَّ قوماً يحبّهم الله ويحبّونه لَتأخذهم الدهشة من الصالحين الأحياء الآن في جنّات النّعيم عند ربّهم يرزقون لكونهم وجدوهم في أخبار القرآن فرحين بما آتاهم الله من فضله فقالوا: "وكيف يفرحون وربّهم حبيب قلوبهم متحسرٌ وحزينٌ؟ فهل لا يهمّهم إلا أنفسهم ولم يتفكّروا قط في حال ربِّهم؟ فهل هو سعيدٌ أم متحسرٌ وحزينٌ على النادمين وغاضبٌ على المعرضين في الحياة الدنيا المصرِّين على كفرهم وعنادهم؟".

    ويا أحبتي في الله، فها هي شهادات قوم يحبّهم الله ويحبونه جاءت تترى كما وعدناكم، وأقسم بالله العظيم البرِّ الرحيم لا أعرف منهم إلا بنسبة 1% تقريباً والباقين ما عمري قابلتُهم وما عمري رأيتُهم ولا أعرفهم! وكذلك لا يعرفون بعضهم بعضاً إلا قليلاً لكونهم جماعاتٍ هنا وهناك في بقاعٍ شتّى في الأرض، ولكنّكم تجدونهم اجتمعوا على حقيقةٍ واحدةٍ موحدةٍ في أنفسهم أن لا يرضوا حتى يرضى الله الرحمن الرحيم حبيب قلوبهم، فهل تدرون لماذا لن يرضوا حتى يرضى الله؟ وذلك من عظيم حبِّهم لربّهم ولذلك لن يرضوا حتى يرضى الله أرحم الراحمين وهم على ذلك من الشاهدين شهادة الحقّ اليقين.

    وحقيقة اسم الله الأعظم هو من جعل يقينَهم يكتمل في قلوبهم أنَّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر لا شكّ ولا رَيب وهم على ذلك من الشاهدين، أولئك قومٌ يُغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم وقربهم من ربّهم برغم أنّهم ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ؛ بل ومذنبون ومنهم من اتَّبع الشهوات بادئ الأمر كمثل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ومنهم من لا يزال يُذنِب فيتوب إلى ربّه ويُنيب إليه ليغفر ذنبه!

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لتكونوا من ضمن قومٍ يحبّهم الله ويحبونه فتكونوا من أكرم البشر، وربّما يودّ أن يقاطعني أحد أصحاب شرك الرياء فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، فكيف نصدقك أنَّك أنت المهديّ المنتظَر وها أنت قد فضحت نفسك بنفسك واعترفت أنَّك من الذين اتَّبعوا الشَّهوات بادئ الأمر، فهذا يعني أنَّك من أصحاب ظُلم الخطيئة؟ ولكن الإمام المهديّ المنتظَر هو الإمام المعصوم من ارتكاب الخطيئة"، فمن ثم يُقيم الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد الحجَّة على أصحاب عقيدة عصمة الأنبياء وأئمة الكتاب وأقول: فهل تكذبون بقول الله تعالى:
    {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك قال نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [القصص:16].

    فما خطبكم تبالغون في الأنبياء وأئمة الكتاب؟ فوالله إنْ هم إلا بشرٌ مثلكم ولهم خطيئات لا تحيطون بها علماً ولكنَّهم معصومون من الافتراء على الله فلن ينطق أحد الأنبياء وأئمة الكتاب في دين الله عن الهوى من عند نفسه؛ بل كما يعلمهم الله بطريقة وحي التكليم أو يُلهمُهم الله بسلطان علم الكتاب بوحي بالتفهيم من الربّ إلى القلب، ولا يقصد الله تعالى أنَّ النبيّ أو الإمام لا ينطق عن الهوى في الكلام بشكل عامٍ؛ بل يقصد فقط لا ينطق عن الهوى في دين الله، وأمّا الأمور العادية في غير أمور الدين وما دون أمور الدين فقد يتَّبع الظنَّ ويخطِئ في شيءٍ كمثل نبيّ الله داوود ومحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمّا داوود فحكم بالظنّ بين المختصمين في الحرث دون أنْ يطَّلع على ما أتلفت غنم القوم ولكنّه اتّبع الظنّ وصدّق صاحب الحرث، وكذلك محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ حرَّم أحدَ زوجاته لسببٍ ما وكذلك ليُرضي بالتحريم أزواجاً أُخَر ولذلك عاتب الله نبيّه بقوله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التحريم].

    وقد يأتي من أحد الأنبياء وأئمة الكتاب تصرفٌ يلومُه الله عليه لكون الأنبياء وأئمة الكتاب ليسوا إلا بشرٌ مثلكم، فهل سبب رجوعكم في الشرك بالله إلا بسبب المبالغة في الأنبياء وأئمة الكتاب حتى جعلتموهم عباد الله المقربين من دونكم واعتقدتم أنّه لا يحقّ لأحدكم أن يتمنّى أن ينافسهم في حبّ الله وقربه فأصبحتم من المشركين، ولكنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ناصر محمد اليماني تجدونني أحذِّر أنصاري من المبالغة في شأني! وما أنا إلا بشر مثلهم وفعلت الخطيئة كما فعلوها فلماذا المبالغة الشركيّة في بشرٍ مثلكم ولكم الحقّ في ذات الله ما للإمام المهديّ؟ وما الإمام المهديّ إلا عبدٌ من ضمن العبيد المتنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، ولن أرضى حتى يرضى ربّي حبيب قلبي فكونوا على ذلك من الشاهدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    ولا يزال المجال مفتوحاً لشهداء النّعيم الأعظم ليُلقوا شهاداتهم اليقينيّة في قلوبهم أنَّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته. وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما تقصد بالأعظم؟". فمن ثم نردّ عليه بالحقّ، وأقول: أي النعيم الأكبر من نعيم جنات النعيم ذلكم رضوان الله على عباده. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وفي ذلك يكمن قسمهم بالله العظيم أن لا يرضوا حتى يرضى وذلك كونهم علِموا علم اليقين بأنّ رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأكبر من نعيم جنَّته ولكن أكثر الناس لا يشكرون، فكيف تصفون قوماً يحبّهم الله ويحبونه بالكفر والزندقة؟ وأقسم بالله أنّ الله هو أشدّ غيرةً في نفسه عليهم فلا تأمنوا مكر الله ولكنّهم يعفون عمّن ظلمهم لوجه الله ويكظمون غيظهم لوجه الله، وتغيّرت حياتهم فأصبح محياهم لله ومن أجل الله، فما أعظم قدرهم ومقامهم عند ربّهم، ومن أحسن إليهم فقد أحسن إلى الله أرحم الراحمين ومن أساء في حقّهم فقد أساء في حقّ الله كونهم أولياء الله الذين استخلصهم لنفسه فلن يرضوا حتى يرضى، وليس إمامهم المهديّ إلا كمثلهم نستوي في درجات عبوديّة النّعيم الأعظم فلا نرضى حتى يرضى ولكنّ الفرق بين الدرجات هو في سعينا ومسارعتنا في فعل الخيرات لكون ليس للإنسان إلا ما سعى، فليس عند الله مجاملات لكونه العدل سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42)} صدق الله العظيم [النجم:37].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الذليل على المؤمنين؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    __________________


    ملاحظة هامـــــــــــة:
    فمن له أي اعتراضٍ على بياني هذا في أيّ نقطةٍ فلْيَقُم بفتح موضوعٍ جديدٍ ويُلقي ما لديه، فيأتيه الردّ بإذن الله. ولكن ليس هذا القِسْمُ للجدل والحوار؛ بل هو قسمٌ خاصٌ بشهداء النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم.
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 157263 من موضوع نفقة عبيد النّعيم الأعظم هي أعظم نفقةٍ في الكتاب كونهم لن يرضوا بملكوت ربّهم في الآخرة حتى يرضى فكأنهم أنفقوا ملكوت ربّهم أجمعين..

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=157251

    الإمام ناصر محمد اليماني

    04 - ذو القعدة - 1435 هـ
    30 - 08 - 2014 مـ
    02:32 مسـاءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    نفقة عبيد النّعيم الأعظم هي أعظم نفقةٍ في الكتاب
    كونهم لن يرضوا بملكوت ربّهم في الآخرة حتى يرضى فكأنهم أنفقوا ملكوت ربّهم أجمعين
    ..



    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطّيّبين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ألا نُنَبِئُكم بأعظم ربحِ بيعةٍ في الكتاب؟ ألا إنّهم الذين أنفقوا ملكوت الله جميعاً! ألا إنّهم الذين يشعرون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا بملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم؛ أولئك عند الله فكأنهم أنفقوا ملكوت ربّهم أجمعين. لكون الله يشهد أنّه لن يُرضيهم بملكوته أجمعين حتى يرضى فذلك أعظم فضلِ بيعةٍ في الكتاب على الإطلاق يؤتيه الله من يشاء، وقد آتاه قوماً يحبّهم الله ويحبّونه، فمنهم المنفقون ومنهم المجاهدون بالدعوة الحقّ إلى ربّهم على بصيرةٍ من ربّهم لا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    فهل ترونه ذكر جنّات النّعيم؟ بل فقط يحبّهم ويحبّونه! ثم وصفه الله أنّ ذلك فضل الله؛ بل هو أعظم فضلٍ في الكتاب، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى.

    ولا ننكر أنّ الأنبياء وأنصارهم السابقين الأخيار كذلك في قلوبهم الحبّ الأشدّ هو لله كما أنصار الإمام المهديّ وإنّما مَنَّ الله على هذه الأمّة أنْ بعثَ فيهم الإمام المهديّ ليعلمهم بحقيقة اسم الله الأعظم بأنّه صفةٌ حقيقيةٌ لرضوان الله على عباده، فاستيقنتْه أنفسهم فوجدوا أنّ رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأعظم من نعيم جنته. وقُضي الأمرُ بالنسبة لهم فلا رجعة للوراء، ولن يبدلوا به تبديلاً أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة. كذلك لن يرضوا أبداً حتى يكون ربّهم حبيب قلوبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وقد علموا أنّ الله يغضب ويرضى ويفرح ويحزن ولذلك لن يرضوا بملكوت ربّهم حتى يرضى. ووالله إنّ كلّاً منهم يتمنّى لو يؤتيه الله ملكوت الدنيا فينفقه في سبيل الله طمعاً في حبّ ربّه وقربه ولتحقيق عظيم نعيم رضوان نفس ربّه حتى يرضى، فما أعظم قدركم ومقامكم عند ربّكم يا معشر عبيد النّعيم الأعظم، وأحبكم في الله.

    وسلام ٌعلى المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 397130 من موضوع خُطبَةُُ يَوم جُمعَةٍ جامِعَةٍ مُبارَكةٍ ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    27 - صفر - 1444 هـ
    23 - 09 - 2022 مـ
    01:17 مساءً
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)


    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=397046
    _________


    خُطبَةُ يَوم جُمعَةٍ جامِعَةٍ مُبارَكةٍ ..


    بِسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على حبيب قلبي في حُبِّ رَبّي خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله ومَن اتَّبعه في الأوَّلين وفي الآخرين وفي المَلَإ الأعلى إلى يوم الدين، ثُمَّ أمَّا بَعد..

    إليكم هذا الخَبَر اليقين عن قومٍ في هذه الأُمَّة مُستَغلِّين وَعد الله أن يُرضي عباده الذين أرضوا ربَّهم فعرَض عليهم يوم لقائه نَعيمًا ومُلكًا كبيرًا؛ فإذا بأعينهم تذرف بالدّموع بِشِدَّةٍ لم تُشاهِد الملائكة بُكاءً مِثله إلَّا كمثل بُكاء أهل النّار، وهم يقولون في أنفسهم: "يا إلَه العالمين، كيف نَرضَى وقد عَلِمنا بحالك تقول في نفسك:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يس]؟!" ولسان حالهم يقول: "يا وَدود يا وَدود فقد عرفناك وأحببناك ونحن في الحياة الدنيا فبِعزَّتك وجلال وجهَك وعظيم نعيم رضوان نفسك لن نُبَدِّل تَبديلًا؛ فلن نَرضى حتى تَرضى."

    أولئك القَوم الذي وعد الله ببعثهم حين يرتَدَّ المؤمنون عن دينهم، فوالله الذي لا إله إلَّا هو رَبّ السماوات والأرض وما بينهما ورَبّ العَرش العظيم إنَّهم في هذه الأُمَّة ولا أعرِف كثيرًا مِنهم.

    ونسمَح بِرَفع هذا البيان إلى الموسوعة تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ‎﴿٥٤﴾‏ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٥٥﴾‏ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾‏ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ‎﴿٥٧﴾‏ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ‎﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    فتلك حقيقة اسم الله الأعظَم؛ هي أكبَر آية أيَّد الله بها خليفة الله المَهديّ ناصر محمد اليمانيّ، فأي آية هي أية أكبَر مِن ذلك ينتظرون؟ سُبحان الله العظيم! ولكن هذه الآية حصريَّة فقط يُبصِرها فقَط الذين وعد الله ببعثِهم في محُكَم كتابِه القرآن العظيم حين يرتَدَّ المؤمنون عن دينهم، وجاء وعد الله ببعث قومٍ يُحبُّهم الله ويُحِبُّونه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    فوالله الذي لا إلَه إلَّا هو الحَيّ القَيّوم إنَّ ذلك هو أعظَم فضلًا في الكتاب على الإطلاق
    (يُحبُّهم ويُحِبُّونه)، وبسبب أنَّهم أشد حُبًّا لله وبِما أنَّهم عَرفوا بِحال ربّهم ولذلك تأبى قلوبهم أن تَرضى حتى تَرضى نَفْس ربّهم أحب شيءٍ إلى أنفسهم.

    ورُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصُّحُف.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالمين..
    أخوكم خليفة الله المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    __________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    فقد علمنا بحسرتك على الكافرين في قولك الحقّ: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فإذا كانت هذه حسرتك ربّي على الكافرين فكيف ستكون حسرتك على المُسلمين؟ اللهم لا تعذبهم أتوسل إليك ربّي بهذا الدُعاء المكتوب ليكون عليه المؤمنون شهوداً أنّي أريد لهم الخير وأكره لهم الشرّ فأحبُّ لهم ما أحبه لنفسي وأكره لهم ما أكرهه لنفسي، وذليل عليهم من أجلك ربي، اللهم فافرغ على عبدك صبراً واكفني وأنصاري شرهم وأذاهم بهداهم إلى الحقّ برحمتك يا أرحم الراحمين، فلن يتحقّق هدفنا ونعيمنا بتعذيب إخواننا المُسلمين، ولا يتحقق هدفنا بهلاك عبادك الكافرين؛ بل سيتحقق هدفنا بهُدى الناس أجمعين يا من وسعت كُلّ شيءٍ رحمةً وعلماً يا أرحم الراحمين، فقولوا آمين يا أحبابي الأنصار السابقين الأخيار يا صفوة البشريّة ويا خير البريّة يا أحباب الله يا من يحبّهم الله ويحبّونه، فلا تستعجلوا العذاب لعباده فهل ترضون أن تجلبوا الحسرة إلى نفس الله فيصدقكم بما وعدكم بهلاك عدوكم؟ فصبرٌ جميلٌ وما أجمل الصبر من أجل الله، فاصبر وما صبرك إلا بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=47629
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4347 من موضوع مهلاً مهلاً يا أبا قتادة ..


    ( ردود الإمام المهديّ على أبي قتادة )


    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 05 - 1431 هـ
    22 - 04 - 2010 مـ
    03:49 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=1566
    ــــــــــــــــــ



    مهلاً مهلاً يا أبا قتادة ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    سلام ُالله عليكم أخي الكريم أبي قتاده، تالله لقد أغضبتني في كثيرٍ في هذا البيان بذكرك لآل سعود بالسوء كثيراً وتركيزك عليهم من دون الحُكّام العرب، ولكنهم بالنسبة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني هم أقرب من علي عبد الله صالح ومن كافة حُكام العرب، أراهم أعدل منهم برغم أنّ بعض المواطنين في المملكة ليسوا راضين عليهم: ولكني أقول له يا ليتك تعيش في وطنٍ عربيٍ آخر ومن ثم تحمد الله على آل سعود.

    وهذا بالنسبة للعدل في الشعوب فهم أقرب إلى العدل من غيرهم، ويا أخي الكريم، لماذا تحقد عليهم إلى هذا الحد وأسرفت بذكرهم بالسوء ولم تذكر لهم محاسن شيئاً؟ ولكنّي الإمام المهديّ أُصلّي عليهم وعلى كافة المُسلمين وأسلم تسليماً، وأرجو من ربي أن يهديهم وجميع المُسلمين إلى الصراط المُستقيم، ويا أخي الكريم إذا كان الإمام المهديّ حريصاً على هُدى كافة الكافرين إن استطاع فكيف لا أحرص على هُدى إخواني المُسلمين وهم أحبّ إلى قلبي وأقربُ؟ فاتّقِ الله يا أبا قتادة واسعَ مع الإمام المهديّ لدواء جراح أمّة الإسلام وإلى شفاء قلوبهم وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء فليس ذلك من صفات المؤمنين وإنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ولا تفرّطوا في إخوانكم المُسلمين مهما كانت العداوة والبغضاء، وعسى الله أن يجمع شملكم ببعث الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم رحمة لكم وللعالمين كما كان بعث محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- رحمة إن اعتصمتم بحبل الله ونبذتم التفرق لوحدة الصف. وتذكروا قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا وَاذْكُرُ‌وا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَ‌ةٍ مِّنَ النَّارِ‌ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ‌ وَيَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّ‌قُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا أخي الكريم إنّي أدعوك إلى الانضمام إلى طائفة الرحمة للعالمين، وتالله إنّ بيانك هذا لا يحلّ خلافات المُسلمين ولن يزيد القلوب إلا حقداً وتباغضاً وعداوةً فمعذرةً وليس هذا منهجي وليست تلك غايتي وليس من هدفي شيئاً؛ بل أريد تطهير قلوب المسلمين وجمع صفّهم فأعلمهم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حتى يعتصموا بحبل الله ومن ثمّ يتحقق الهدف كما تحقق في عصر بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا إخواني في الدم من حواء وآدم كافة إخواني البشر، إنّي أنا المهديّ المنتظَر أريدُ أن أجعلكم بإذن الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، وأريد للبشر الإسلام وأكره لهم الكفر فساعدوني ساعدكم الله وتراحموا يرحمكم الله واكظموا غيظكم واعفوا عن بعضكم لوجه الله، أفلا يستحق الله أن تعفوا من أجل وجهه الكريم؟ أفلا تعلمون إنّ من أعظم النفقات عند الله نفقة العفو عن الناس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219]. أفلا تعلمون أنّكم حين تكظمون غيظكم فتعفوا عن عباده أنّكم تنالون محبة الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134]

    ألا والله الذي لا إله غيره لو تعلمون بحُزن ربّي على الكافرين وتحسره عليهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم وتكذيبهم لرسل لربّهم فيهلكهم استجابةً لدعوة رسله وأوليائه على عدو الله وعدوهم، وبرغم ذلك يقول:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]

    ويا إخواني المؤمنين إذا كانت هذه حسرة ربّي على الكافرين فكيف إذاً حسرته على المُسلمين الذين يظلمون أنفسهم؟ فلستُ أرحم بكم من الله ولكني أعبد رضوان نفس ربي حتى يكون ربّي راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين؟ فانظروا برغم أنه غاضب من عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بسبب كفرهم واعراضهم عن أمر الله وبرغم ذلك يناديهم ربهم ويقول للمُسرفين:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]

    فتراحموا يرحمكم الله وتعافوا يعفو الله عنكم، وأفشوا السلام بينكم، فلتسلم ألسنتكم وأيديكم من إيذاء المسلمين، والمُسلم من كفى الناس شرّه وأذاه، وحبّوا لإخوانكم ما تحبوه لأنفسكم ما لم فلستم مؤمنين، وتالله لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه المُسلم ما يحبه لنفسه ويكره لأخيه المسلم ما يكرهه لنفسه، فاتبعوني أهدِكم صراطاً سوياً، وأنقذكم من فتنة المسيح الكذاب الشيطان الرجيم الذي يعدّ العدّة لفتنتكم جميعاً يا معشر المُسلمين، فقد منَّ الله عليكم ببعث الإمام المهديّ في جيلكم وأمّتكم فكونوا من الشاكرين.

    ويا إخواني والله الذي لا إله غيره إنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، وإنّي لم أقل إنّني المهديّ المنتظَر بغير فتوى من ربّ العالمين ومن أظلمُ ممن افترى على الله كذباً فلستُ من الجاهلين، فما خطبكم عن الدعوة إلى سبيل الرحمة مُعرضين؟ وما هو الشيء الذي التبس عليكم في شأن الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبه وقربه فيجعلكم من عبيد الله المُخلصين لربّ العالمين؟ فهل تريدون مهديّاً منتظراً يدعوكم إلى غير ذلك؟ وقال الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    فاتقوا الله الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهم رجالاً كثيراً ونساءً، يا بني آدم إنما أنتم إخوة على أمٍّ وأبٍّ أفلا تعقلون؟ وأنا الإمام المهديّ المنتظَر أخوكم في الدم من حواء وآدم أريدُ لكم النجاة جميعاً فهل ترونني أستحقُّ الأذى أنا وأنصاري ونحنُ رحمة لكم ونريد لكم الخير؟ فهل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؟ ونحن والله لسنا ضُعفاء ولكننا أذلةً على المؤمنين من الرحمة ونرجو من الله أن يرحمهم جميعاً، فنحنُ لا نحقد على أحدٍ من المؤمنين ونعفوا عنهم عسى الله أن يعفو عنهم ويهديهم لأجلنا إنّ ربّي هو أرحم الراحمين.

    وهذا هو منطق دعوتي قلباً وقالباً والله على ما أقول شهيد ووكيل، فمن أنصاري إلى الله وليس للحرب بين المؤمنين وسفك دمائهم؟ وأعوذُ بالله أن أكون من المُفسدين في الأرض! بل انصروني لجمع شمل المُسلمين وتوحيد صفّهم وتطهير قلوبهم لنُذهِب فرقتهم فتقوى شوكتهم فيعود عزهم ومجدهم فيكونوا خير أمّة أخرجت للناس.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    ======== اقتباس =========

  7. افتراضي

    السُنّةهي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمليّاً ..
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1430 هـ
    13 - 11 - 2009 مـ
    02:52 صبـاحـاً
    اقتباس
    (( يا أحبابي في حُبّ الله يا جميع المسلمين والمسلمات: إنني والله أُحبّكم في الله وذليلٌ عليكم فلا تخشوا قسوتي في بعض البيانات إنّما أريد أن أزجركم من الظلمات إلى النور، وأما القول البليغ هو أن تختلوا بأنفسكم مع ربّكم وحده لا شريك له فتُناجون الله في مكانٍ لا يسمع مُناجاتكم سواه ثُمّ تتضرَّعوا إلى الله فتقولوا:

    (اللهم إنك أنت الحقّ ووعدك الحقّ فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنك تعلم وعبادك لا يعلمون ولا علم لنا إلّا ما علَّمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إن كنت تعلم أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليمانيّ فلا تجعله حسرةً على عبدك (أو أَمَتك)، فأندم أني لم أكن من أتباعه وأنصاره السابقين الأخيار، اللهم فبصِّرني ببيانه للكتاب حتى أعلم أنه ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، اللهم إن كان يدعو إلى الحقِّ والحقُّ هو معه اللهم فاهدِ قلبي إلى اتّباع الحقّ بحقّ القول الحقّ لا إله إلّا الله مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم).

    ثُمّ يستمرّ بالتضرّع حتى يخشع قلبه وتسيل عيناه من الدمع فيشعر في نفسه حُبّاً عظيماً لناصر محمد اليمانيّ، وتلك علامة التقوى للإمام ناصر محمد اليمانيّ أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وقد رأيت أخي عبد الله ابن عبد العزيز ينصحكم من الحسد، وصدق الرجل فإن بعض الباحثين عن الحقّ ما بحث عن المهديّ المُنتظَر إلّا لأنه يظنّ أنه لربما هو المهديّ المنتظَر حتى إذا عثر على الحقّ فقد ينزغه الشيطان بحسدٍ في نفسه فلا يريد أن يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر ويتمنى أن لا يكون ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر لكي يستمرّ الأمل عنده أنه هو المهديّ المنتظَر. ويا سبحان الله فهل تعبدون منصب المهديّ المنتظَر أم تعبدون الله يا معشر الباحثين عن الحقّ! ألا ليتني جنديٌّ مجهولٌ في سبيل ربّي فلا يهمّني شأن منصب المهديّ المنتظَر، ويا قوم فما تريدون بالزينة والملك؟ ألا والله لو تعلمون المتعة في حُبّ الله والتنافس على قُربه وحبّه لنبذتم ملكوت الدنيا والآخرة وراء ظهوركم ولن ترضوا بغير حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه بديلاً أبداً.

    ويا معشر المسلمين: هل تريدون أن يحبَّكم الله؟ فكونوا طيّبين تعفون عمّن ظلمكم، وتُعطون من أعطاكم وتُعطون من حرمكم، وتدرأون السيّئة بالحسنة تكونون حقاً عظماءَ في نظر البشر، ثُمّ يَشهد اللهُ لكم الخالق العظيم أنّكم لعلى خُلقٍ عظيمٍ، وتلك أخلاق الأنبياء والمقرَّبين من عباد الله أولئك هم عباد الرحمن الذين لا يستكبرون ويمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

    فلتكن حياتكم من أجل الله، ألا والله إنّ الذين لا يعيشون من أجل الله إنهم لم يعرفوا الله ولم يُقدِّروه حقّ قدره، وما تريدون بهذه الحياة ومتاعها؟ فاتّبعوني تستمتعوا بالنعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والأعظم من ملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ لو يحبُّكم الله ولن يحبَّكم الله حتى تتبعوا دعوة الحقّ من ربّكم فتعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتذروا تعظيم عباده فتُشمّروا لتنافسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حُبّ الله وقُربه بالمسارعة في الخيرات فتكونوا لله خاشعين، فما أجمل الحسد في المسارعة في الخيرات فيشعر الحاسد بالحسد الجميل حين يرى أخاه الذي لديه المال يُسارع بالخيرات في التقرّب إلى ربّه ثُمّ يبكي فيقول:

    (يا ربّ إنك تعلم أني لا أحسد الناس على الدُنيا ولكنّي أحسد الناس فيك على التقرّب إليك بحلال أموالهم، اللهم فافتح علينا أبواب فضلك ورحمتك وثبِّتني على التنافس في حُبّك وقُربك فأنت ربّي وأنا عبدك أعبد حُبّك وقُربك حتى ترضى، ألا وإن النعيم الأعظم هو في رضوانك وفي حبّك وقُربك، فكم أنت جميلٌ يا إلهي فما أجمل صفاتك يا أرحم الراحمين). ))
    الرابط: https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=5570

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5570 من موضوع السُنّة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمليّاً ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 11 - 1430 هـ
    13 - 11 - 2009 مـ
    02:52 صبـاحـاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    السُنّة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمليّاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخي الكريم حبيب قلبي (أبو محمد الكعبي)، بارك الله فيك وثبّتك وجميع الأنصار السابقين الأخيار على الصِّراط المستقيم، وبالنسبة للحديث الحقّ: [إني تاركٌ فيكم ما إن تَمسَّكتم به لا تضِلّون بعدي أبداً: كتاب الله وسُنّتي].

    ألا وإن السُنّة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمَليّاً لأنّ بيانها يكون عَمليّاً للناس جميعاً، ألا والله لو التزموا بأمر محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعدم كتابة الأحاديث لما استطاع شياطين البشر أن يُضلّوهم شيئاً لأنّ السُنّة سوف يتوارثونها عَمليّاً فيصبح معروفاً لدى المسلمين كيف يُصَلّون، كيف يُزكّون، وكيف يصومون، وكيف يحجّون، فيتوارثون ذلك عَمليّاً بالتطبيق من جيلٍ إلى جيلٍ بالوراثة العَمليّة، ولكنهم حين خالفوا أمر رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكتبوا الأحاديث من بعد وفاة الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسنين كثيرةٍ ومن ثمّ حانت الفرصة لأعداء الله فيما كانوا يُبيِّتون من الأحاديث لِيصدّوا الناس عن الصراط المستقيم بأحاديثَ لم يقُلها محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أخرجوهم عن السُّنة العَمليَّة إلى السُّنة المقروءة فاتَّبع علماءُ الأُمَّة السُّنةَ المُحرَّفةَ وهم لا يعلمون فضَلّوا وأضَلّوا إلّا من رحم ربي.

    وبالنسبة لِنَهي محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتابة أحاديث السُنّة فالسبب لأنّ الله علَّمه أنه توجد طائفةٌ يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر يُبيِّتون أحاديثَ عن النّبيّ غير التي يقولها النّبيّ عليه الصلاة والسلام وآله يريدون أن يُضِلّوا المسلمين ضلالاً بعيداً عن طريق أحاديث السُنّة النَّبويَّة وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولذلك أراد محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُجنِّب المسلمين من فتنة شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر ولذلك أمر المسلمين بعدم كتابة الأحاديث وبهذا يضمن أنّ شياطين البشر لا ولن يستطيعوا فتنتهم عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُنّة النَّبويَّة فجعل السُنّة هي التطبيق العمليّ يتوارثه المسلمون من جيلٍ إلى جيل والقرآن محفوظٌ من التحريف، ولكنّهم خالفوا أمر الله ورسوله وكتبوا الأحاديث ثمّ تسَنَّتْ الفرصة لشياطين البشر بوضع الأحاديث التي كانوا يُبيِّتونها من قبل، ثمّ رَدّوا المسلمين من بعد إيمانهم كافرين.

    وها أنتم ترون أنّ ناصر محمد اليمانيّ كم ينادي الليل والنهار عبر جهاز الأخبار: "يا معشر البشر اتّبعوا الذِّكر المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الناس كافةً"، فإذا أوّل من يتصدَّى للمهديّ المنتظَر هم المسلمون وقالوا: "بل أنت كذّابٌ أشِرٌ ولستَ المهديّ المنتظَر، فكيف تأمرنا أن نتّبع الذِّكر ونترك سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ثُمّ ردّ عليهم المهديّ المنتظَر وقال: أعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أنا المهديّ المنتظَر مُستمسكٌ بكتاب الله و بسُنّة رسوله الحقّ، وإنما أكفر بما خالف لمُحكم القرآن في السُنّة النَّبويَّة حسب فتوى الله في مُحكم كتابه أنّ ما خالف لمُحكم القرآن من أحاديث السُنّة فإنّ ذلك الحديث من عند غير الله أيْ: من عند الشيطان الرجيم، وذلك لأنّ القرآن وسُنّة البيان هما جميعاً من الرحمن ولا ينبغي لسُنّة البيان أن تُخالف لمُحكم القرآن، ألا وإنّ في القرآن الفرقان بين الحقّ والباطل ولكن علماء الأُمَّة إلى حدّ السّاعة لصدور ردّي هذا وهم لا يزالون مُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يعلمون أنّي سوف أُخالفهم في كثيرٍ ممّا هم عليه ولذلك لم تُعجبهم دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذِّكر والاحتكام إليه! أفلا يعلمون أنّي مُكلَّفٌ ببيان القرآن كما كان يُبيِّنه محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للناس؟ فأُعيدُ المسلمين إلى منهاج النبوّة الأولى كما لو كان المسلمون في عصر محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإنا لصادقون.

    وأنا المهديّ المنتظَر أؤمن بالقرآن وبسُنّة البيان وآتيكم بالبرهان لسُنّة البيان من ذات القرآن، ألا والله الذي لا إله غيره لو استجاب علماء الأُمَّة لدعوة الاحتكام إلى الكتاب لوجدوا العجب العُجاب بالحقِّ وكأنّ القرآن تنزّل اليوم عليهم لأنّهم فهموه وعقلوه وعلِموه ولكن أكثر الناس لا يشكرون.

    فيا أُمّة المهديّ المنتظَر في عصره وقدَره المقدور في الكتاب المسطور لقد منَّ الله عليكم أن بعث المهديّ المنتظَر في جيلكم في هذه الأُمّة أفلا تكونوا من الشاكرين؟

    ويا أُمّة الإسلام كيف إن المهديّ المنتظَر يُفتيكم أنه لا يجوز لكم أن تُفتوا بالاجتهاد بغير علمٍ ثُمّ يفتري هو على الله ويقول إنّه المهديّ المنتظَر؟ ما لم يكن هو حقاً المهديّ المُنتظَر إذا وجدتم أنّ الله قد أيَّده بسلطان العلم فكيف تجتمع النور والظلمات يا قوم أفلا تعقلون؟

    ألا والله إن الإنترنت نعمةٌ من الله كُبرى، فدعوة المهديّ المُنتظَر وحُجّته مكتوبةٌ تُقرأ الليل والنهار خيرٌ من أن أُلقِي إليكم البيان فيسمعه من سمعه ويذهب سُدىً؛ بل بيانٌ محفوظٌ يُقرأ الليل والنهار من جميع الأقطار، وبرغم أنه وفد إلينا آلافٌ من البشر فاطّلَعوا ولا يزالون يطّلعون على البيان الحقّ للذِّكر في موقع المهديّ المنتظَر فيُبلّغون به بعضهم بعضاً ولكن للأسف لم يوقنوا أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقاً المهديّ المنتظَر! بمعنى أنهم لم يُصدِّقوا ولم يُكذِّبوا فلا يزال الكثير في رَيبهم يتردَّدون هل هذا هو حقاً المهديّ المنتظَر أم إنه كذّابٌ أشر؟ ولكن المهديّ المنتظَر سوف يقول لكم في أنفسكم قولاً بليغاً:
    يا أحبابي في حُبّ الله يا جميع المسلمين والمسلمات: إنني والله أُحبّكم في الله وذليلٌ عليكم فلا تخشوا قسوتي في بعض البيانات إنّما أريد أن أزجركم من الظلمات إلى النور، وأما القول البليغ هو أن تختلوا بأنفسكم مع ربّكم وحده لا شريك له فتُناجون الله في مكانٍ لا يسمع مُناجاتكم سواه ثُمّ تتضرَّعوا إلى الله فتقولوا:

    (اللهم إنك أنت الحقّ ووعدك الحقّ فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنك تعلم وعبادك لا يعلمون ولا علم لنا إلّا ما علَّمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إن كنت تعلم أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليمانيّ فلا تجعله حسرةً على عبدك (أو أَمَتك)، فأندم أني لم أكن من أتباعه وأنصاره السابقين الأخيار، اللهم فبصِّرني ببيانه للكتاب حتى أعلم أنه ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، اللهم إن كان يدعو إلى الحقِّ والحقُّ هو معه اللهم فاهدِ قلبي إلى اتّباع الحقّ بحقّ القول الحقّ لا إله إلّا الله مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم).

    ثُمّ يستمرّ بالتضرّع حتى يخشع قلبه وتسيل عيناه من الدمع فيشعر في نفسه حُبّاً عظيماً لناصر محمد اليمانيّ، وتلك علامة التقوى للإمام ناصر محمد اليمانيّ أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    وقد رأيت أخي عبد الله ابن عبد العزيز ينصحكم من الحسد، وصدق الرجل فإن بعض الباحثين عن الحقّ ما بحث عن المهديّ المُنتظَر إلّا لأنه يظنّ أنه لربما هو المهديّ المنتظَر حتى إذا عثر على الحقّ فقد ينزغه الشيطان بحسدٍ في نفسه فلا يريد أن يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر ويتمنى أن لا يكون ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر لكي يستمرّ الأمل عنده أنه هو المهديّ المنتظَر. ويا سبحان الله فهل تعبدون منصب المهديّ المنتظَر أم تعبدون الله يا معشر الباحثين عن الحقّ! ألا ليتني جنديٌّ مجهولٌ في سبيل ربّي فلا يهمّني شأن منصب المهديّ المنتظَر، ويا قوم فما تريدون بالزينة والملك؟ ألا والله لو تعلمون المتعة في حُبّ الله والتنافس على قُربه وحبّه لنبذتم ملكوت الدنيا والآخرة وراء ظهوركم ولن ترضوا بغير حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه بديلاً أبداً.

    ويا معشر المسلمين: هل تريدون أن يحبَّكم الله؟ فكونوا طيّبين تعفون عمّن ظلمكم، وتُعطون من أعطاكم وتُعطون من حرمكم، وتدرأون السيّئة بالحسنة تكونون حقاً عظماءَ في نظر البشر، ثُمّ يَشهد اللهُ لكم الخالق العظيم أنّكم لعلى خُلقٍ عظيمٍ، وتلك أخلاق الأنبياء والمقرَّبين من عباد الله أولئك هم عباد الرحمن الذين لا يستكبرون ويمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

    فلتكن حياتكم من أجل الله، ألا والله إنّ الذين لا يعيشون من أجل الله إنهم لم يعرفوا الله ولم يُقدِّروه حقّ قدره، وما تريدون بهذه الحياة ومتاعها؟ فاتّبعوني تستمتعوا بالنعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والأعظم من ملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ لو يحبُّكم الله ولن يحبَّكم الله حتى تتبعوا دعوة الحقّ من ربّكم فتعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتذروا تعظيم عباده فتُشمّروا لتنافسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حُبّ الله وقُربه بالمسارعة في الخيرات فتكونوا لله خاشعين، فما أجمل الحسد في المسارعة في الخيرات فيشعر الحاسد بالحسد الجميل حين يرى أخاه الذي لديه المال يُسارع بالخيرات في التقرّب إلى ربّه ثُمّ يبكي فيقول:

    (يا ربّ إنك تعلم أني لا أحسد الناس على الدُنيا ولكنّي أحسد الناس فيك على التقرّب إليك بحلال أموالهم، اللهم فافتح علينا أبواب فضلك ورحمتك وثبِّتني على التنافس في حُبّك وقُربك فأنت ربّي وأنا عبدك أعبد حُبّك وقُربك حتى ترضى، ألا وإن النعيم الأعظم هو في رضوانك وفي حبّك وقُربك، فكم أنت جميلٌ يا إلهي فما أجمل صفاتك يا أرحم الراحمين).

    ويا أيّها الناس: اتقوا ربّكم فاعبدوه وذروا تعظيم عباده جميعاً من حملة العرش الثمانية إلى البعوضة، جميع عباد الله ما يَدبُّ أو يطير فإنّهم عبيدٌ لله أمثالكم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وإنما الرُّسل والأنبياء عبيدٌ لله أمثالكم لا يتفوَّقون عليكم بمثقال ذرةٍ من الحقّ في ذات الله؛ بل هو ربّكم جميعاً، ولكن مشكلة البشر حين يرون الله يكرّم أحد البشر فبدل أن يُنافسوه لكي ينالوا التكريم من ربّهم مثله فإنهم يتّخذون الطريق المعوجّ فيعمدون إلى هذا العبد الذي كرّمه الله فيتمسّحون بقبره و يتوسّلون به قربةً إلى ربّهم ليشفع لهم عنده فضلّوا عن سواء السبيل.

    ويا أيّها الناس إني المهديّ المنتظَر لا أقول لكم: إنّ ربّي الله هو لي وحدي حصريّاً فلا ينبغي لكم أن تنافسوني في حُبّ الله وقُربه. ألا والله لو أُفتيكم بذلك لما أغنَى عنّي مَن في السماوات والأرض مِن الله شيئاً فأكون من المعذَّبين وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل اعبدوا الله ربّي وربّكم، وأُشهدُ الله وجعلني عليكم شهيداً ما دمت فيكم فاشهدوا على دعوتي بالحقِّ، وإنما أنا بشرٌ مثلكم ولي في الله ما لكم وشأن المهديّ المنتظَر كشأن الأنبياء والمرسلين وليس نبيّاً ولا رسولاً ولكن الله كرّمه تكريماً فجعل من الرُسل له وزراءَ وإنّ هذا لهو التكريم العظيم ولن يزيدني إلّا ذُلاً بين يدي الله، وأدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد فانطلقوا وراء المهديّ المنتظَر نحو الله، فليحاول أحدكم أن يَجُرَّ المهديّ المُنتظَر بقميصه من دُبرٍ ليسبقَه إلى الله إن استطاع بالمسارعة بالخيرات والتعبّد في حُبّ الله وقُربه فيعبد الله وحده لا شريك له فلا يُعظِّم المهديّ المُنتظَر فيُفضِّله على الله.

    ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني: "وكيف أن نُفضِّل المهديّ المنتظَر على الله! ونعوذ بالله من ذلك". ومن ثُمّ أردّ عليكم بالحقِّ وأقول: إنكم حين تُفضِّلون المهديَّ المنتظَر أن يكون هو أحبّ إلى الله منكم فقد فضَّلتم المهديَّ المنتظَر على الله! ثُمّ لا يُغني عنكم المهديّ المنتظَر من الله شيئاً. يا أيّها الأنصار السابقين الأخيار استجيبوا لله ليحيي قلوبكم فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾} [البقرة]، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    وإنما الأنبياء والمرسلين عبادٌ أمثالكم لهم في الله ما لكم فنافسوهم في حُبّ الله وقُربه، أفلا ترون إنهم يتنافسون على حُبّ الله وقُربه ولم يُفضِّلوا بعضهم بعضاً لأنهم يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يُفضِّلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون أيّهم أقرب إلى الربّ، فإن فضَّلتَ أحداً سواك فإنك لمن المشركين، فانظروا هل فضَّل بعضهم بعضاً؟ والتفضيل بيد الله وليس بأيدي البشر وما عليهم إلّا أن يتنافسوا على حُبّ الله وقُربه أيّهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿٢٥٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً يا قوم، إنّ أمر التنافس في حُبّ الله وقُربه لم يجعله الله حصريّاً على الأنبياء والمرسلين، فلا تشركوا بالله إني لكم لمن الناصحين فاتّبعوا الأنبياء والمرسلين فتَنافسوا جميعاً عباد الله إلى الله أيُّكم أحبّ وأقرب، فلا تجعلوا الله حصرياً لرُسلِه ليتنافسوا عليه وحدهم أيّهم أقرب، أفلا ترون فتوى الله في شأن الأنبياء والمرسلين: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء:57]، تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة:35] صدق الله العظيم؟

    اللهم قد بلَّغت، اللهم فاشهد.. فاشهدوا بالحقِّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ المهديّ المنتظَر قد بلَّغ الأمانة فحطَّم الحاجز الذي افتراه المُعَظِّمون لعبادِ الله المُبالِغون ونسوا التعظيم لربّهم فضلّوا عن سواء السبيل.

    يا أيّها الناس قدِّروا ربّكم حقّ قدْره إن كنتم إياه تعبدون، فلا تلوموني يا معشر الأنصار وكافة الزوار حين تجدوني أجيبكم فأزيدكم علماً بل ُأكرِّر عليكم التذكير في حقّ العبوديّة للربّ سبحانه فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ

    يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد .

    اقتباس المشاركة :
    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    ________________
    انتهى ..
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=6419======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6419 من موضوع يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا له منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمرسَلين ومن المهديّ المنتظَر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غِلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبِّتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك؛ فجميعهم عبيد متنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أنّ سبب هلاك الأمم هي المغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمرسَلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحد للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت علماء المسلمين قد وضعوا أنبياءك ورسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أنّ الأنبياء أكرم عبادك وأنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسَلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكّروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أنّ ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تريد وإنّما فعلت ذلك بسبب أنّ ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلِّمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكنّي المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزّة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكنّ الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء، وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبّحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشه ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنّهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزّة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال: {لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمسلمين جميعاً، فلو يكرّمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدنيا والآخرة مهما أكرمكم الله، إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكنّي سوف أفتي جميع الصالحين وأقول لهم: والله الذي لا إله غيره لن يُجيب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة.

    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    ________________
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم، واعفوا عنهم من أجل الله يعفُ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقّق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنّهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم - كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر - ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبّون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسّر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكّروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكّروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقّق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه (وهي أمُّه) إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجّل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجيب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجيب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجيب دعوة أيّ إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقّق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    اقتباس من البيان المرفق رابطه الإمام ناصر محمد اليماني
    عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين ..
    22 - صفر - 1433 هـ
    16 - 01 - 2012 مـ
    09:46 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم اليوم هم أشدّ كفراً بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم إلا من رحم ربّي، ألا والله مهما جادلتهم بمحكم القرآن فسوف تجدون لمن في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ لن يتّبع محكم قرآنه بل سوف يتّبع الآيات المتشابهات التي لا تزال بحاجة للتأويل كون ظاهرهن غير باطنهن، ولسوف يوجّه إليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هذا السؤال وهو: لماذا بعث الله محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن العظيم إلى الناس أجمعين؟ ولن أنتظر جوابكم على سؤالي فقد أجابني أنّه بعث محمداً عبده ورسوله بالقرآن العظيم لينذر به الناس الذين يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأمرهم الله بالكفر بأنه سوف يشفع لهم بين يديه وليٌّ أو نبيّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف لن يتبعوا هذه الآيات المحكمات البيّنات التي تنفي تقدم العبيد المقربين للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وسوف لن يتبع هذه الآيات المحكمات البيان من آيات أمّ الكتاب بل سوف يذرهن وراء ظهره ويجادل الإمام المهدي بالآيات المتشابهات التي لا يزلن بحاجة لتأويل فيقول: بل قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم نقول لكم ذلك هو التشابه للآيات في لفظ ذكر الشفاعة والمختلفات بين النفي والإثبات، فانظروا لقول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة]، وهذه من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب ونظيرتها المتشابهة معها في اللفظ في ظاهرها مخالفة لها في التأويل؛ وهو قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وحجّة الذين يتّبعون المتشابه من القرآن سوف يقولون فانظر يا ناصر محمد إلى قول الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أفتاكم الله أنه سوف يأذن له بالشفاعة فيتقدم بين يدي ربّه فيسأل لعباده الشفاعة؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل أذن الله لمن يشاء من عباده المقرّبين أن يخاطبوا ربّهم في تحقيق الشفاعة في نفس الربّ سبحانه كون لله الشفاعة جميعاً، فتشفع لهم رحمته من عذابه إن كانوا يؤمنون أنّ الله هو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما يأذن لهم بالقول الصواب بين يدي الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فيحاجّون ربّهم في تحقيق النعيم الأعظم من جنته ليرضى، كون نعيم رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    فإذا تحقّق رضوان نفس الله على عباده تحققت الشفاعة في ذات الله، فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه فيرضى، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً سرّ الشفاعة هو في نفس الله تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم]. فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة في ذات الله سبحانه، كون الذين أذن الله لهم بالخطاب يحاجّون ربّهم بالقول الصواب أن يحقق لهم النعيم الأعظم {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، كونهم يعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً، ولذلك خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "ومن هم هؤلاء القوم يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أولئك الذين وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنين عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وبما أنَّ الله هو أحبُّ إليهم من كلّ شيءٍ في الدنيا والآخرة فإنّي أقسمُ بالله العظيم لا يرضيهم الله بما تملكه يمينه سبحانه حتى يرضى، فكيف يستطيع أن يرضى الحبيب في نفسه وهو يعلم أنّ حبيبه الأحبَّ إلى نفسه من كل شيءٍ متحسّرٌ وحزينٌ؟ فما الفائدة من جنة النعيم والحور العين؟ ألا والله الذي لا إله غيره قوم يحبّهم الله ويحبّونه لهم أكرم عند الله من الأنبياء والشهداء، وإنه ليغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم، ولم يفتِكم بذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل أفتاكم بهذا التكريم خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويشهد بهذا الحديث الحقّ سُنّة وشيعة عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:
    [ يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، انعتهم لنا جلهم لنا - يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون].
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "إن كان قدر بعث القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قوم يحبهم ويحبونه في هذه الأمّة فصِفهم لنا إن كنت من الصادقين؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم أن أصفهم لكم بالحقّ ولعنة الله على الكاذبين، وأقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضيهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى، كونهم اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنّة النّعيم؛ بل يريدون النعيم الأعظم فيرضى ليرضوا في أنفسهم عن ربّهم، ولذلك خلقهم أن يعبدوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يرضى.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "ولماذا لا يفزعون من نار جهنم يوم القيامة؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: اسمعوا لما سوف أقول لكم في قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأعجب الحديث قد سمعه البشر مزكّياً فتواي بالقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم الذي هو بما في أنفسهم عليم أنّ الله لو يؤتي أحدهم ملكوت الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة ومن ثمّ يجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه تعالى لما رضي أحدهم بذلك كله حتى يرضى ربّهم في نفسه!
    ولسوف كذلك أُسمعكم بكلام هو أعجب من ذلك، فلو أنّ الله يقول لهم: لئن أصرَرْتم على تحقيق رضوان الله في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم إلى ما يشاء الله فأنقذكم منها ومن ثمّ يتحقق النّعيم الأعظم فيرضى ربّكم في نفسه على عباده. فما ظنّكم أنه سوف يكون ردّهم على ربّهم؟ وهنا المفاجأة الكبرى! أمّا الإنس والجنّ والملائكة أجمعين فسوف ينظرون إلى هؤلاء القوم أنّهم ردوا على ربّهم بالفعل، فانطلقوا نحو أبواب جهنم السبعة أيّهم يلقي بنفسه الأَوْل فيها ليتحقق رضوان الله في نفسه حتى تذهب حسرة الله في نفسه على عباده الضالين فيرضى! فإذا كان هذا هو حقيقة إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه أفلا ترون أنّهم حقاً سوف يكونون أكرم عباد الله في الكتاب على الإطلاق؟ فإن وُجدوا بينكم في هذه الأمّة فأولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنون عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم وهم عنه معرضون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين يودّون أن يقاطعونني بلسان واحدٍ فيقولون: " إن كنت من الصادقين فحتماً سنجدهم في هذه الأمّة يردّون عليك بما في أنفسهم خصوصاً الذين يدخلون في الإنترنت فيعترفون بما في أنفسهم أنّك لمن الصادقين فيما أفتيت بما في أنفسهم، فإن وُجدوا حقاً ولو قليلاً منهم الآن فسنجدهم يردّون عليك، فهذا يعني أنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قد جاء قدرهم المقدور في الكتاب المسطور وأنّ البشر في عصر بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ولكن يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر كبيرهم الذي علّمهم سبيل النعيم الأعظم أفلا تفتينا عن سرّ إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه فلماذا لم يكتفوا أن يكون الله راضياً عنهم وحسبهم ذلك؟"، ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر علماء السُّنة والشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، فهل ترون أنّه يحقّ للحبيب أن يسأل عن حال حبيبه؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب الإسلاميّة فسوف يقولون: "فيا للعجب كذلك من سؤالك هذا يا ناصر محمد اليماني! فكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه هل هو سعيد ومسرور، كون السؤال عن الحال قد اتفق عليه البشر جميعاً، ولذلك تجد الصاحب أول ما يجدّ صاحبه يخاطبه فيقول له كيف حالك يا فلان؟ ويقصد هل هو مرتاحٌ ومبسوطٌ. فكيف إذاً يا ناصر محمد تسألنا فهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثمّ يردّ عليك كافة علماء المسلمين أجمعين بلسان واحدٍ فيقولون: فإذا كان الصاحب أوّل ما يجد صاحبه أو شخصاً يعرفه تجده أوّل ما يسأله عن حاله بعد أن يلقي إليه تحية السلام، ومن ثمّ يقول له كيف حالك يا فلان؟ سواء قابله وجهاً لوجه أو كلمه عن طريق الهاتف، فالسؤال عن الحال لا خلاف فيه بين علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين، فكيف تقول وهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثم نقول لك يا ناصر محمد اليماني وكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟"! ومن ثم يقيم عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: إذا فلماذا لا تسألوا عن حال أحبّ شيء إلى أنفسكم الرحمن الرحيم المستوي على عرشه العظيم فهل هو سعيدٌ أم متحسّرٌ وحزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ علينا كافة علماء المسلمين وأمّتهم فيقولون: "وكيف لنا أن نعلم كيف حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم فلن يفتينا عن حال الرحمن المستوي على عرشه إلا من كان بحاله خبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فإن كنت أنت الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فأخبرنا عن حال حبيبنا الرحمن المستوي على عرشه العظيم، فهل هو سعيدٌ أم حزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين لا شك ولا ريب فإنّه أرحم بعبيده من الأم بولدها، ولذلك تجدونه متحسراً على عباده الكافرين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فاستجاب الله لهم فأهلك عدوّهم، وزادت حسرة الله في نفسه على عباده فور ندمهم في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، كونهم ومباشرة من بعد أن يصيبهم العذاب يصيبهم الندم العظيم على ما فرّطوا في جنب الله، فيقول كلٌ من عباد الله الضالين: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فيقول الرحمن في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يتوقف علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على بياني هذا فيتوقّفون برهة للتفكّر والتدبّر مع أنفسِهم فيقول أحدهم: "وتالله لو أنّ ولدي عصاني مليون عامٍ لم يُطِع لي أمري ومن ثم أراه يصرخ في نار جهنم من عذاب الحريق لأجدنّ في نفسي حسرةً على ولدي لا يعلم مداها إلا أمّ ولدي التي ترى وليدها يصرخ في نار جهنم من شدّة عذاب الحريق حتى ولو عصاها مليون عامٍ كذلك ولم يطع لها أمراً"، ومن ثم يخرج علماء المسلمين وأمتهم بقول واحدٍ موحد فيقولون: "إذا كان هذا حال الأبوين فكيف بحال من هو أرحم منهم؛ الله أرحم الراحمين؟".

    وحتماً لا شك ولا ريب إنَّه متحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم وما ظلمهم الله وكانوا أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك نجد الله أرحم الراحمين متحسّراً عليهم وحزيناً حسب فتوى أخبار حال الرحمن في نفسه المستوي على عرشه العظيم أنه متحسّر وحزين على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله حتى إذا تحسّروا على ما فرّطوا في جنب الله فيقول كلٌّ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾}، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم ويسكن غضبه من بعد الانتقام، ومن ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يحيي الله بهذا البيان الحقّ قلوبَ قومٍ يحبهّم الله ويحبّونه من علماء المسلمين وأمّتهم فيقول كلّ من كان الله هو أحبّ شيء إلى نفسه من ملكوت الدنيا والآخرة: "الآن حصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني، فمن بعد أن علمتُ بحال الله في نفسه أنّه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين أهلكهم وكانوا من المعذّبين النادمين، فكيف أرضى بجنة النعيم والحور العين وأستمتع بنعيمها بعد أن علمت مدى حسرة الله وحزنه على عباده الضالين؟ هيهات هيهات وربّ الأرض والسموات لن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإن لم يرضَ الله في نفسه فلن يتحقّق لي النعيم الأعظم من جنته، وإن لم يتحقّق رضوان الله في نفسه فلماذا خلقنا الله؟ فهل خلقنا لنتّخذ رضوان نفسه وسيلةً فقط ليُدخلنا جنته ويقينا من ناره؟ فكيف نتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر؛ جنة النعيم والحور العين؟ فكن شاهداً علي يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّني لن أرضى بملكوت الله أجمعين حتى أعلم أنّ حبيبي الرحمن المستوي على عرشه لم يعد متحسِّراً ولا حزيناً، فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟" ومن ثمّ ترون أعين قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة تسيل أعينهم من الدمع ممّا عرفوا من الحقّ برغم ذنوبهم الكثيرة، ولكنّ الله يُحِب التوّابين ويحب المتطهِّرين.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=32231
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 32231 من موضوع عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - صفر - 1433 هـ
    16 - 01 - 2012 مـ
    09:46 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشـاركة الأصليَّة للبيان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=32232
    ـــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قومٍ يحبهم الله ويحبونه في العالمين ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله والأطهار وجميع أنصار الله في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار والباحثين عن الحقّ جميعاً، ويفتيكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّ كلمة ابن فلان لا تكون ضروريّة في الاسم إلا حين يأتي اسم الابن مكرراً، مثال:

    علي علي، أو محمد محمد، أو صالح صالح، أو سعيد سعيد، فهنا لا يصح نطق الاسم بهذا اللفظ، ولا يصح كتابته إلا بالفصل بين الاسمين المتكررين بكلمة (ابن) لكي تفصل بين الاسمين المتكررين وإلى النطق بالحقّ:
    1 - علي بن علي
    2 - محمد بن محمد
    3 - صالح بن صالح
    4 - سعيد بن سعيد


    وهكذا تجدون كلمة (ابن) تأتي حتمية عندما يتكرر لفظ الاسم في اسم الابن والأب سواء يتكرر الاسم في أوّله أو من بعد أوّله فلا بد من ذكر الابن. وعلى سبيل المثال: (محمد علي بن علي)، فتجدون الاسم الأول لا يشترط فيه ذكر كلمة ابن كون الاسم الأول والثاني غير مكررين بل (محمد علي)، ولكن حين جاء اسم الجدّ مكرراً مع اسم الأب فتجدوا ألسنتكم تنطقه بالحقّ (محمد علي بن علي).

    إذا كلمة (ابن) لم تكن شرطاً في اللغة العربيّة إلا حين يأتي اسمان تكرّرا مرّتين واحداً تلو الآخر سواء اسم الابن والأب أو اسم الجدّ والسيد، أو حتى يتكرر الاسم في النسب كامل مثال: صالح صالح صالح، فلن تجدوا ألسنتكم تنادي صاحب ذلك الاسم فتقولون: (يا صالح صالح صالح) بل تجدون ألسنتكم تقول: (يا صالح بن صالح). وهكذا حتى لو تكرر الاسم إلى الجدّ السابع وأكثر فأينما وجد أن الاسم تكرر ذكره تَتْرَى فلا بد من الفصل بينهم بكلمة (بن)، وأما حين يأتي اسم الابن غير مكرر في اسم الأب فبأي حقّ تجعلون كلمة (بن) تفصل بينهما ما دام لا يوجد تكرار اسم الابن مع اسم الأب؟ مثال:
    1 - ناصر محمد
    2 - علي صالح
    3 - محمد أحمد
    4 - عبد الله طاهر


    وكذلك جميع الأسماء التي لم يأتِ فيها اسمان مكرران تَتْرَى بشرط أن يكونا وراء بعضهما (فهد فهد، أو سلطان سلطان) فهنا يجب ذكر كلمة ابن فنقول: (فهد بن فهد) أو (سلطان بن سلطان).

    إذاً يا أحبتي في الله فلو كان اسم الإمام المهدي ((ناصر ناصر)) فهنا لا بدّ لكم من أن تذكروا كلمة ابن للفصل بين الاسمين اللذين تكرّرا، ولكن الله لم يجعل اسمي يتكرّر ذكره في اسم أبي حتى لا تكون ألسنتكم مجبرة على ذكر كلمة ابن للفصل بين الاسمين، ولذلك قدّر الله اسم المهديّ المنتظَر أن يكون:
    ((الإمام المهدي ناصر محمد))، وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، ويا سبحان الله من الذين لا يريدون الحقّ فتجدونهم يحرفون في الاسم حتى لا يكون الحقّ بيِّنٌ، فتجدونهم يقولون أحياناً (محمد ناصر اليماني)، وأحياناً يقولون (ناصر بن محمد)، ألا والله إنّ الذين يقولون ذلك بتعمدِ الفصل بين الاسمين لِيُذْهَبَ بالصفة فإنّهم لا يريدون الحقّ ولن يهديهم الله إلى الحقّ حتى يسلِّموا للحقّ تسليماً، ومن ثمّ يقيم عليهم الإمام المهدي الحجّة بالحقّ فأجعلهم يقرُّون ويعترفون بالحقّ وهم صاغرون، ونقول: يا معشر كافة علماء المسلمين، أفتوني أحين يبعث الله المهديّ المنتظَر فهل يبعثه إليكم من الأنبياء والمرسَلين؟ ومعلومٌ جواب كافة علماء المسلمين فسوف ينطقون جميعاً بلسانٍ واحدٍ موحد بكلمة الحقّ فيقولون: "لا ينبغي أن نعتقد أنّ الله يبعث الإمام المهديّ المنتظَر نبيّاً أو رسولاً كوننا لو نعتقد بذلك إذاً لكفرنا بفتوى الله في محكم كتابه في قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]"، ومن ثمّ تقولون: "إذاً يا أيّها السائل عن عقيدة المسلمين في بعث الإمام المهدي المنتظر، فاعلم أننا نؤمن ببعثه بالحقّ جميعاً وإن اختلفنا في الاسم ولكننا نتفق جميعاً في عقيدة بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". انتهى جوابكم الموحد.

    ومن ثمّ نقول لكم وما تقصدون بهذا الاسم بقولكم أنكم تشهدون أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهل تعتقدون أنّه رسولٌ جديدٌ من ربّ العالمين؟ ومعلوم جوابكم فسوف تقولون: "ما خطبك يا هذا لم تفهم المقصود؟ ألم نقل لك أننا لو نعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر رسولاً جديداً من بعد محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد كفرنا بفتوى الله في محكم كتابه:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]. إذاً تبيّن لك الحقّ في العقيدة الحقّ أننا كافة علماء المسلمين برغم اختلافنا في الاسم للمهديّ المنتظَر ولكنّنا اتّفقنا أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بمعنى أنّ الله يبعثه ناصراً لمحمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيدعوننا إلى اتّباع ما تَنَزَّل على محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيحاجّنا بكتاب الله وسُنّة نبيّه فلا يأتي بوحيٍ جديدٍ بل يتبع البصيرة التي كان يحاجّ الناس بها جدّه محمد رسول الله بالقرآن العظيم".

    ومن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحُجَّة وأقول: وأنا على ذلك لمن الشاهدين أنّ الله لن يبعث إليكم المهديّ المنتظَر نبيّاً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصرَ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهد أنّ لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وأشهد أنّ الإمام المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وما بعد الحقّ إلا الضلال، فليس لجميع المسلمين إلا أن يشهدوا في عقيدة بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كون الله لن يبعث المهديّ المنتظَر نبياً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمن اعتقد بغير هذه العقيدة الحقّ فإنّي أشهد بالله أنّه قد كفر بما أنزل على محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

    فما بال هؤلاء القوم لا يكادون أن يفقهوا قولاً ولا يهتدوا سبيلاً؟

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أن يقاطعني فيقول: "بل نحن نعتقد ببعث الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري". أو يودّ أحد علماء السُّنة أن يقول: "بل نعتقد ببعث الإمام المهدي محمد بن عبد الله". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: ولماذا تعتقدون بهذين الاسمين المختلفين أحدهما محمد بن عبد الله والآخر محمد بن الحسن العسكري؟ فهل أخبركم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنّ اسم الإمام المهديّ المنتظَر محمد بن الحسن العسكري، أو أخبركم أنّ اسم الإمام المهدي محمد بن عبد الله؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ومعلومٌ جواب الشيعة والسُّنة بلسانٍ واحدٍ سيقولون اسمه: "يا هذا فنحن شيعة وسُنة قد اتفقنا في الحديث الحقّ عن النبيّ بالنسبة للاسم، فقد أشار إليه النبيّ عليه الصلاة والسلام وأفتانا عن اسم المهديّ المنتظَر فقال عليه الصلاة والسلام:
    [ يواطئ اسمه اسمي ]. فهذا يعني أنّ اسم الإمام المهدي يأتي مطابقاً لاسم النبيّ (محمد)، ولذلك تجدنا شيعة وسُنة قد اتفقنا في اسم الإمام المهديّ المنتظَر (محمد)، وإنّما اختلفنا في اسم أبيه فمنّا من يعتقد أنّ اسم أبوه الحسن ومنا من يعتقد أنّ اسم أبوه عبد الله."

    ومن ثمّ يقيم عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد الحجّة بالحقّ وأقول: إنّي أشهد الله وكافة عباد الله في الأرض والسماء وكفى بالله شهيداً لئن استطعتم كافة علماء الشيعة والسُّنة أن تثبتوا لغةً وشرعاً أنّ التواطؤ لغةً وشرعاً تعني التطابق فقد أصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاباً أشِراً وليس المهدي المنتظر. ألا والله لا تستطيعون أن تثبتوا لغةً وشرعاً أنّ التواطؤ يُقصد به التطابق؛ بل التواطؤ لغةً وشرعاً يقصد بها التوافق، وتبين لكم الحقّ أنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين أفتاكم بالإشارة إلى ذكر الاسم محمد أنّه يأتي موافقاً في اسم الإمام المهدي ناصر محمد، وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ كون الإمام المهدي لن يبعثه الله نبياً ولا رسولاً بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن أبَيتُم وكفرتم بقول محمدٍ رسول الله الحقّ في فتواه عن اسم الإمام المهدي أنّ اسم النبيّ يوافق فيه، ومن ثمّ تقولون كون التواطؤ للاسم محمد في اسم الإمام المهدي يقصد به التطابق، ومن ثمّ نقيم عليكم الحجّة بالحقّ ونقول: فما دمتم أصررتم أنّ التواطؤ يقصد به التطابق، فتعالوا لنختبر فتواكم وفتوى الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ونقول: فهل يصح لغةً وشرعاً أن نقول: (تطابق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب)؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة فسوف يقولون: كلا لا يصح أن نقول:
    ( تطابق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب )

    ومعلومٌ جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة فسوف يقولون كلا لا يصح أن نقول؛ بل الصح هو أن نقول:
    ( تواطأ محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب )

    وكذلك يصح أن نقول:
    ( توافق محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأبو بكر الصديق عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب)

    ومن ثمّ نقول الآن حصحص الحقّ وتبيّن لكم أنّكم كنتم خاطئين في عقيدة اسم الإمام المهدي، وعلمتم أنّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفتِكم أنّ الاسم محمدٌ يطابق اسم الإمام المهدي؛ بل أفتاكم بالحقّ وقال عليه الصلاة والسلام:
    [يواطئ اسمه اسمي]؛ بمعنى أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهدي (ناصر محمد)، وأقمنا عليكم الحجّة بكل المقاييس ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما بعد الحقّ إلا الضلال، وبرغم أن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في بسطة العلم.

    ألا والله الذي لا إله غيره لا يستطيع أن يهيمن كافة علماء الشيعة والسُّنة على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد لئن قبلوا شرط الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولربّما يودّ أن يقاطعني كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المذاهب الإسلاميّة بلسان واحدٍ ويقولون: "فما هو شرطك يا ناصر محمد؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أن ليس للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد على كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود إلا شرط واحد لا غير، وهو أن يقبلوا الله سبحانه وتعالى هو الحَكَمُ فيما كانوا فيه يختلفون، وأنّ ليس على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لهم حكم الله بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون، وآتيهم بحكم الله من آيات تفصيل الكتاب في محكم القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك شرط علينا غير مكذوب أن نأتي بحكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فنأتيكم به من آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وعامة المسلمين كونّهن من آيات أمّ الكتاب البيّنات لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فأضرب عقيدتكم الباطلة ضرباً بسيف الذكر الحكيم، فأنسفها نسفاً كرماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ، وأقول: يا معشر الشيعة والسُّنة لقد كفرتم بقول الله تعالى أنّ الله هو من يصطفي خليفته وأنْ ليس لكم من الأمر شيئاً، وكما خلق الله آدم واصطفاه خليفته في الأرض فكذلك خليفة الله الإمام المهدي يخلقه الله ويصطفيه، وليس لكم من الأمر شيء، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة فيقول: "فنحن لم نختَر الإمام محمد بن الحسن العسكري كون عقديتنا أنّ الإمام هو مصطفى من ربّ العالمين، وأن ليس لنا الخيرة في اختياره"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إذاً فلماذا اصطفيتم لكم إماماً ما أنزل الله به من سلطان وسمّيتموه محمد بن الحسن العسكري؟ فأين بسطة العلم الذي آتاه الله في علم الكتاب؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولن تستطيعوا ما دامت السماوات والأرض ولو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً.

    وأما علماء السُّنة وما أدراك ما علماء السُّنة فقد حرّموا على المهديّ المنتظَر إذا بعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور أن يقول أيّها الناس إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم قد جعلني الله للناس إماماً وزادني على كافة علماء الأمّة بسطةً في علم الكتاب حتى أهدي العالمين بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وإن غلبتموني ولو في مسألةٍ واحدةٍ من القرآن العظيم فلست الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد، ولكن للأسف ما كان قول كثير من علماء السُّنة إلا أن قالوا: "إنك كذاب أشِر ولست المهدي المنتظر بل لا ينبغي للمهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لنا أنّه المهدي المنتظر بل نحن من سوف نعرّفه على نفسه ونقول له أنّه هو المهدي المنتظر، وحتى ولو أنكر فسوف نجبره على البيعة مُكرهاً وهو صاغرٌ". ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: وما يدريكم أنّ هذا الشخص هو المهديّ المنتظَر خليفة الله الذي جعله الله إمام الأنبياء والمرسَلين كما جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم؟

    ويا عجبي الشديد منكم يا معشر علماء السُّنة والجماعة! فكيف أنّكم تعتقدون أنّ الإمام المهديّ المنتظَر يبعثه الله خليفة للعالمين ويجعله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم تهمّشوه إلى الحضيض فتقولون أنّكم من سوف تعرّفونه على شأنه فيكم وتختارونه وتجبرونه على البيعة وهو صاغرٌ! وتالله لا يقبل هذه العقيدة الباطلة أي إنسانٍ عاقلٍ، وأتحدّاكم بسلطان العلم الحقّ من الكتاب وأتحدّاكم بالعقل والمنطق إن كنتم تعقلون.

    وقد دخل عمر الدعوة المهديّة للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بداية عامها الثامن لعام 1433 منذ بداية عام 1426 للهجرة عبر القلم الصامت في الإنترنت العالميّة حتى لا تستطيعون أن تقاطعوني بألسنتكم الحِداد، فليس لكم إلا أن تصمتوا وتتدبّروا بيان الإمام المهديّ المنتظَر للقرآن العظيم وتجدونه ينسف عقائدكم الباطلة نسفاً في كلّ ما وجدكم عليه من العقائد الباطلة.

    والسؤال الذي يطرح نفسه فهل استطاع كافة علمائِكم شيعةً وسُنةً وكافة علماء الفرق والمذاهب الإسلاميّة بكامل أطيافهم أن يدافعوا عن معتقداتهم الباطلة التي ينسفها الإمام المهدي نسفاً كرماد اشتدت بها الريح في يومٍ عاصفٍ؟ وجاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "ولماذا لم نجدهم مستطيعين أن يقفوا صفاً واحداً في وجه الإمام ناصر محمد اليماني للدفاع عن عقائدهم التي ينسفها الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: فهل لو اجتمع عشرون على فارسٍ على صهوة جواده وبيده السيف البتار ومن ثمّ يبارزونه بسيوفٍ من خيوط العنكبوت فهل تراهم سوف ينسفون سيفه البتار الحديدي نسفاً؟ فكذلك الإمام المهديّ المنتظَر جعل الله السيف الذي يجاهد به الكفار والمسلمين هو سيف الذكر الحكيم القرآن العظيم، معتصمٌ به وكافرٌ بما يخالف لمحكمه، ولسوف أجاهدهم به جهاداً كبيراً كما جاهد بالقرآن العظيم جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ألا والله الذي لا إله غيره لن أطيعكم ولسوف أجاهدكم بقرآن الله العظيم لا غيره جهاداً كبيراً، ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيعون أن تنتصروا على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم ولو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، فكم تستحقون عذاب الله يا معشر علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين الذي فرّقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون وكفرتم وأعرضتم عن أمر الله في محكم كتابه في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حقّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البيّنات وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّـهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾ تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ وَمَا اللَّـهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    أم إنّكم لا تعلمون ما يقصد الله تعالى بقوله:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم؟ فإن كنتم لا تعلمون الحبل الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه فاعلموا أنّ ذلك الحبل الذي أمركم الله بالاعتصام به هو حبل الله القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقد تبيّن لكم أنّ حبل الله الذي أمركم أن تعتصموا به هو القرآن العظيم لا شك ولا ريب، ولربّما يودّ أحد علماء القرآنيّين أن يقولوا: "فكذلك نحن اعتصمنا بالقرآن العظيم ونبذنا سُنة محمدٍ رسول الله وراء ظهرنا، فما هي فتواك فينا؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لقد كفرتم بما أُنزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تعلمون أنّ قرآنه وبيانه في السُّنة النبويّة جميعاً من عند الله؟ أم إنّكم لا تعلمون بفتوى الله في محكم قرآنه أنّ قرآنه وبيانه من عند الله؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ومن ثمّ علّمكم الله أنّه لم يحفظ سُنّة بيانه؛ بل حفظ من التحريف قرآنه فقط، ولذلك جعل الله محكم قرآنه البيّن هو المرجع فيما اختلفتم في سنة بيانه، وعلمكم الله أنّ ما وجدتم من أحاديث بيانه جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فإنّ ذلك الحديث النبويّ في السُّنة النبويّة ليس من عند الله ورسوله ما دام جاء مخالفاً لمحكم قرآنه، كون الله أفتاكم بأعدائكم المندسّين بين صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من شياطين البشر من الذين جاءوا ليظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر ليصدوا الناس عن اتّباع محكم قرآنه بأحاديث في سنّة بيانه تخالف لمحكم قرآنه جملةً وتفصيلاً، وبما أنّ القرآن وسُنة بيانه جميعهم من عند الله وبما أنّ قرآنه هو المحفوظ من التحريف، ولذلك جعل الله محكم القرآن هو المرجع لأحاديث سُنة البيان، وأفتاكم الله أنّ ما وجدتموه من أحاديث بيانه جاء مخالفاً لمحكم قرآنه فأمركم الله بالكفر بذلك الحديث الشيطاني، كونه من مكر الشيطان وأوليائه، جاءكم من عند غير الله. ومن ثمّ أمركم الله أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وتكفروا بما يخالف لمحكم قرآنه في سُنة بيانه، كون ذلك حديث جاءكم من عند غير الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد ومن هم أولئك الذين يقولون طاعة لله ولرسوله فيحضرون مجالس البيان الحقّ للقرآن على لسان نبيّه حتى إذا خرجوا يبيّتون غير الأحاديث التي يقولها عليه الصلاة والسلام؟"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: ألم يُفتِكم الله بأمرهم وجعل باسمهم سورة في القرآن العظيم وسماها سورة المنافقين؟ وقال الله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ولم يصدّوكم عن منهج سبيل الله بالسيف بل بالتحريف في سُنة البيان بما يخالف لمحكم القرآن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم اليوم هم أشدّ كفراً بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم إلا من رحم ربّي، ألا والله مهما جادلتهم بمحكم القرآن فسوف تجدون لمن في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ لن يتّبع محكم قرآنه بل سوف يتّبع الآيات المتشابهات التي لا تزال بحاجة للتأويل كون ظاهرهن غير باطنهن، ولسوف يوجّه إليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هذا السؤال وهو: لماذا بعث الله محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالقرآن العظيم إلى الناس أجمعين؟ ولن أنتظر جوابكم على سؤالي فقد أجابني أنّه بعث محمداً عبده ورسوله بالقرآن العظيم لينذر به الناس الذين يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأمرهم الله بالكفر بأنه سوف يشفع لهم بين يديه وليٌّ أو نبيّ، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {
    اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [السجدة].

    ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ سوف لن يتبعوا هذه الآيات المحكمات البيّنات التي تنفي تقدم العبيد المقربين للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وسوف لن يتبع هذه الآيات المحكمات البيان من آيات أمّ الكتاب بل سوف يذرهن وراء ظهره ويجادل الإمام المهدي بالآيات المتشابهات التي لا يزلن بحاجة لتأويل فيقول: بل قال الله تعالى:
    {
    إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم نقول لكم ذلك هو التشابه للآيات في لفظ ذكر الشفاعة والمختلفات بين النفي والإثبات، فانظروا لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة]، وهذه من الآيات المحكمات من آيات أمّ الكتاب ونظيرتها المتشابهة معها في اللفظ في ظاهرها مخالفة لها في التأويل؛ وهو قول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣} صدق الله العظيم [يونس].

    وحجّة الذين يتّبعون المتشابه من القرآن سوف يقولون فانظر يا ناصر محمد إلى قول الله تعالى:
    {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أفتاكم الله أنه سوف يأذن له بالشفاعة فيتقدم بين يدي ربّه فيسأل لعباده الشفاعة؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل أذن الله لمن يشاء من عباده المقرّبين أن يخاطبوا ربّهم في تحقيق الشفاعة في نفس الربّ سبحانه كون لله الشفاعة جميعاً، فتشفع لهم رحمته من عذابه إن كانوا يؤمنون أنّ الله هو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإنّما يأذن لهم بالقول الصواب بين يدي الربّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فيحاجّون ربّهم في تحقيق النعيم الأعظم من جنته ليرضى، كون نعيم رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [التوبة].

    فإذا تحقّق رضوان نفس الله على عباده تحققت الشفاعة في ذات الله، فتشفع لعباده رحمتُه من عذابه فيرضى، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥ وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

    إذاً سرّ الشفاعة هو في نفس الله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [النجم]. فإذا رضي الله في نفسه تحققت الشفاعة في ذات الله سبحانه، كون الذين أذن الله لهم بالخطاب يحاجّون ربّهم بالقول الصواب أن يحقق لهم النعيم الأعظم {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، كونهم يعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً، ولذلك خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "ومن هم هؤلاء القوم يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، أولئك الذين وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنين عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وبما أنَّ الله هو أحبُّ إليهم من كلّ شيءٍ في الدنيا والآخرة فإنّي أقسمُ بالله العظيم لا يرضيهم الله بما تملكه يمينه سبحانه حتى يرضى، فكيف يستطيع أن يرضى الحبيب في نفسه وهو يعلم أنّ حبيبه الأحبَّ إلى نفسه من كل شيءٍ متحسّرٌ وحزينٌ؟ فما الفائدة من جنة النعيم والحور العين؟ ألا والله الذي لا إله غيره قوم يحبّهم الله ويحبّونه لهم أكرم عند الله من الأنبياء والشهداء، وإنه ليغبطهم الأنبياء والشهداء لقربهم ومكانتهم من ربّهم، ولم يفتِكم بذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بل أفتاكم بهذا التكريم خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويشهد بهذا الحديث الحقّ سُنّة وشيعة عن النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:
    [ يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله، فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله، انعتهم لنا جلهم لنا - يعني صفهم لنا شكلهم لنا، فسر وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا يضع الله يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون].
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "إن كان قدر بعث القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قوم يحبهم ويحبونه في هذه الأمّة فصِفهم لنا إن كنت من الصادقين؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم أن أصفهم لكم بالحقّ ولعنة الله على الكاذبين، وأقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لا يرضيهم الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى، كونهم اتّخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق جنّة النّعيم؛ بل يريدون النعيم الأعظم فيرضى ليرضوا في أنفسهم عن ربّهم، ولذلك خلقهم أن يعبدوا رضوان الله غاية فلن يرضوا حتى يرضى.

    ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "ولماذا لا يفزعون من نار جهنم يوم القيامة؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: اسمعوا لما سوف أقول لكم في قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه بأعجب الحديث قد سمعه البشر مزكّياً فتواي بالقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم الذي هو بما في أنفسهم عليم أنّ الله لو يؤتي أحدهم ملكوت الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة ومن ثمّ يجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى نفسه تعالى لما رضي أحدهم بذلك كله حتى يرضى ربّهم في نفسه!
    ولسوف كذلك أُسمعكم بكلام هو أعجب من ذلك، فلو أنّ الله يقول لهم: لئن أصرَرْتم على تحقيق رضوان الله في نفسه فألقوا بأنفسكم في نار جهنم إلى ما يشاء الله فأنقذكم منها ومن ثمّ يتحقق النّعيم الأعظم فيرضى ربّكم في نفسه على عباده. فما ظنّكم أنه سوف يكون ردّهم على ربّهم؟ وهنا المفاجأة الكبرى! أمّا الإنس والجنّ والملائكة أجمعين فسوف ينظرون إلى هؤلاء القوم أنّهم ردوا على ربّهم بالفعل، فانطلقوا نحو أبواب جهنم السبعة أيّهم يلقي بنفسه الأَوْل فيها ليتحقق رضوان الله في نفسه حتى تذهب حسرة الله في نفسه على عباده الضالين فيرضى! فإذا كان هذا هو حقيقة إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه أفلا ترون أنّهم حقاً سوف يكونون أكرم عباد الله في الكتاب على الإطلاق؟ فإن وُجدوا بينكم في هذه الأمّة فأولئك هم القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه أن يأتي بهم حين يرتدّ المؤمنون عن دينهم فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم وهم عنه معرضون.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني علماء الشيعة والسُّنة وكافة علماء المسلمين يودّون أن يقاطعونني بلسان واحدٍ فيقولون: " إن كنت من الصادقين فحتماً سنجدهم في هذه الأمّة يردّون عليك بما في أنفسهم خصوصاً الذين يدخلون في الإنترنت فيعترفون بما في أنفسهم أنّك لمن الصادقين فيما أفتيت بما في أنفسهم، فإن وُجدوا حقاً ولو قليلاً منهم الآن فسنجدهم يردّون عليك، فهذا يعني أنّ القوم الذي وعد الله بهم في محكم كتابه قد جاء قدرهم المقدور في الكتاب المسطور وأنّ البشر في عصر بعث المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، ولكن يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر كبيرهم الذي علّمهم سبيل النعيم الأعظم أفلا تفتينا عن سرّ إصرارهم على تحقيق رضوان الله في نفسه فلماذا لم يكتفوا أن يكون الله راضياً عنهم وحسبهم ذلك؟"، ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر علماء السُّنة والشيعة وكافة المذاهب الإسلاميّة، فهل ترون أنّه يحقّ للحبيب أن يسأل عن حال حبيبه؟ ومعلوم جواب كافة علماء الشيعة والسُّنة وكافة المذاهب الإسلاميّة فسوف يقولون: "فيا للعجب كذلك من سؤالك هذا يا ناصر محمد اليماني! فكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه هل هو سعيد ومسرور، كون السؤال عن الحال قد اتفق عليه البشر جميعاً، ولذلك تجد الصاحب أول ما يجدّ صاحبه يخاطبه فيقول له كيف حالك يا فلان؟ ويقصد هل هو مرتاحٌ ومبسوطٌ. فكيف إذاً يا ناصر محمد تسألنا فهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثمّ يردّ عليك كافة علماء المسلمين أجمعين بلسان واحدٍ فيقولون: فإذا كان الصاحب أوّل ما يجد صاحبه أو شخصاً يعرفه تجده أوّل ما يسأله عن حاله بعد أن يلقي إليه تحية السلام، ومن ثمّ يقول له كيف حالك يا فلان؟ سواء قابله وجهاً لوجه أو كلمه عن طريق الهاتف، فالسؤال عن الحال لا خلاف فيه بين علماء المسلمين وأمّتهم أجمعين، فكيف تقول وهل يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟ ومن ثم نقول لك يا ناصر محمد اليماني وكيف لا يسأل الحبيب عن حال حبيبه؟"! ومن ثم يقيم عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: إذا فلماذا لا تسألوا عن حال أحبّ شيء إلى أنفسكم الرحمن الرحيم المستوي على عرشه العظيم فهل هو سعيدٌ أم متحسّرٌ وحزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ علينا كافة علماء المسلمين وأمّتهم فيقولون: "وكيف لنا أن نعلم كيف حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم فلن يفتينا عن حال الرحمن المستوي على عرشه إلا من كان بحاله خبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فإن كنت أنت الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ فأخبرنا عن حال حبيبنا الرحمن المستوي على عرشه العظيم، فهل هو سعيدٌ أم حزينٌ؟ ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: أقسم بالله العظيم المستوي على عرشه العظيم أنّ حال الرحمن المستوي على عرشه العظيم متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم من الكافرين الضالّين من الناس أجمعين، فما بالكم بحسرة الله على المؤمنين الغافلين؟ وبما أنّ الله هو أرحم الراحمين لا شك ولا ريب فإنّه أرحم بعبيده من الأم بولدها، ولذلك تجدونه متحسراً على عباده الكافرين الذين كذبوا برسل ربّهم فدعوا عليهم فاستجاب الله لهم فأهلك عدوّهم، وزادت حسرة الله في نفسه على عباده فور ندمهم في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، كونهم ومباشرة من بعد أن يصيبهم العذاب يصيبهم الندم العظيم على ما فرّطوا في جنب الله، فيقول كلٌ من عباد الله الضالين:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم مهتدون، فيقول الرحمن في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثمّ يتوقف علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على بياني هذا فيتوقّفون برهة للتفكّر والتدبّر مع أنفسِهم فيقول أحدهم: "وتالله لو أنّ ولدي عصاني مليون عامٍ لم يُطِع لي أمري ومن ثم أراه يصرخ في نار جهنم من عذاب الحريق لأجدنّ في نفسي حسرةً على ولدي لا يعلم مداها إلا أمّ ولدي التي ترى وليدها يصرخ في نار جهنم من شدّة عذاب الحريق حتى ولو عصاها مليون عامٍ كذلك ولم يطع لها أمراً"، ومن ثم يخرج علماء المسلمين وأمتهم بقول واحدٍ موحد فيقولون: "إذا كان هذا حال الأبوين فكيف بحال من هو أرحم منهم؛ الله أرحم الراحمين؟".

    وحتماً لا شك ولا ريب إنَّه متحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم وما ظلمهم الله وكانوا أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك نجد الله أرحم الراحمين متحسّراً عليهم وحزيناً حسب فتوى أخبار حال الرحمن في نفسه المستوي على عرشه العظيم أنه متحسّر وحزين على عباده الذين كذبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب الله حتى إذا تحسّروا على ما فرّطوا في جنب الله فيقول كلٌّ منهم:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦}، ومن ثم تأتي الحسرة في نفس الله عليهم ويسكن غضبه من بعد الانتقام، ومن ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يحيي الله بهذا البيان الحقّ قلوبَ قومٍ يحبهّم الله ويحبّونه من علماء المسلمين وأمّتهم فيقول كلّ من كان الله هو أحبّ شيء إلى نفسه من ملكوت الدنيا والآخرة: "الآن حصحص الحقّ يا ناصر محمد اليماني، فمن بعد أن علمتُ بحال الله في نفسه أنّه متحسّرٌ وحزينٌ على كافة عباده الذين أهلكهم وكانوا من المعذّبين النادمين، فكيف أرضى بجنة النعيم والحور العين وأستمتع بنعيمها بعد أن علمت مدى حسرة الله وحزنه على عباده الضالين؟ هيهات هيهات وربّ الأرض والسموات لن أرضى حتى يكون الله راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإن لم يرضَ الله في نفسه فلن يتحقّق لي النعيم الأعظم من جنته، وإن لم يتحقّق رضوان الله في نفسه فلماذا خلقنا الله؟ فهل خلقنا لنتّخذ رضوان نفسه وسيلةً فقط ليُدخلنا جنته ويقينا من ناره؟ فكيف نتّخذ النّعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر؛ جنة النعيم والحور العين؟ فكن شاهداً علي يا أيها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّني لن أرضى بملكوت الله أجمعين حتى أعلم أنّ حبيبي الرحمن المستوي على عرشه لم يعد متحسِّراً ولا حزيناً، فكيف يسعد الحبيب بعد أن أُعلم أنَّ من يحبُّه متحسّرٌ وحزينٌ؟" ومن ثمّ ترون أعين قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في هذه الأمّة تسيل أعينهم من الدمع ممّا عرفوا من الحقّ برغم ذنوبهم الكثيرة، ولكنّ الله يُحِب التوّابين ويحب المتطهِّرين.

    ويا معشر كافة الأنصار السابقين الأخيار إني آمركم بالأمر أن تبلِّغوا هذا البيان بشكل مركزٍ إلى كافّة علماء المسلمين وأمّتهم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ما استطعتم، فإنّه بيان الهدى يُحيي به اللهُ قلوبَ قومٍ يحبُّهم الله ويحبّونَه، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل وقد جعلناه بعنوان:
    (عاجل من الإمام المهديّ المنتظَر إلى قوم يحبّهم الله ويحبّونه في العالمين)


    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 202327 من موضوع من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه ..

    [لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://www.mahdialumma.net/showthread.php?p=202314

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1436 هـ
    08 - 09 - 2015 مـ
    09:43 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا معشر البشر، إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم بالحقّ وأبشّركم بأنّ الله أيّدني بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق وهي حقيقة اسم الله الأعظم يتنزّل في قلوبكم، ولا ولن يعلم علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب إلا الذين تنزّلت حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبهم، وأولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فأُقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّهم لن يرضوا بمَلكوت ربِّهم في الآخرة حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "اتّقِ الله يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر! فكيف تصف حال الله بالحسرة على الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: "إنّما الحسرة في نفس الله لا ولن تحدث حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله وذاقوا وبال أمرهم وأذاقهم الله العذاب الأليم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكن لا تنسوا صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين.

    وتعال أيها الشيخ الفاضل لنضرب لك مثلاً، فلو أنّ ولدك عصى أمرك طيلة عمره حتى الموت فمُتَّ من بعده فوجدته يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم نادماً ومتحسّراً على ما فرّط في جنب ربّه وأبيه فكيف يكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فوالله لن تهنأ بجنات النعيم والحور العين وأنت تسمع وليدك يصطرخ في نار جهنم بعد أن علمت أنّه نادمٌ ندماً شديداً على عصيان ربّه وأبيه، فهيا أجبني كيف سيكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فتفكّر قليلاً وتصوّر الموقف حتى تستشعر الرحمة في قلبك على وليدك، فمن ثمّ تتفكّر فتقول: "إذا كان هذا ما سيكون حالي عليه فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين؟ فهل يا ترى هو كذلك متحسرٌ وحزينُ؟ فهل تستطيع أن تخبرنا عن حال الله أرحم الراحمين أيّها الإمام المهديّ، فهل هو حقاً سوف يكون مُتحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم؟". فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول: وما يدريني بما في نفس ربي؟! وإنّما علمت بحسرة الله من الخبر الربّاني الذي أنزله الله في محكم كتابه ليخبر عباده عن حاله أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله فتحسّروا على ما فرّطوا جنب ربهم، والحمد لله الذي أنزل إليكم الخبر عن حال الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فيا إخوة المهديّ المنتظَر في الدم كافة البشر من حواء وآدم، فمن كان منكم يؤمن أنّ الله حقاً أرحم الراحمين فليسأل عقله يُجيبه بالحقّ أنّ الله إذا كان حقاً أرحم الراحمين فبما أنّ عبيده قد أصبحوا نادمين ومتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فإذا كان هذا حالهم فكيف بحال الله أرحم الراحمين!

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله ما دام متحسراً عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: ذلك لكونهم لا يزالون يظلمون أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربهم، وقالوا:
    {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴿٢١﴾} [إبراهيم]، ومنهم من يبحث عن الشفعاء ليشفع له بين يدي ربه فيقول: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف]، وآخرون يطلبون الرّجعة ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وللأسف لم يسألوا الله رحمته ظنّاً منهم أنّ الله لا يدخلنهم جنته إلا بأعمالهم؛ بل هي الأعمال الصالحة مجردُ سببٍ لرحمة الله، ولكنّهم لم يقدروا ربهم حقّ قدره!

    وعلى كل حالٍ نعود إلى حقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ أولئك بما أنّهم حقاً يحبّون ربَّهم أكثر شيءٍ في الوجود وهو ربّ الوجود أحبّ شيء إلى أنفسهم، وبما أنّهم علموا بعظيم حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: "فما دام قد تبيّن لنا أنّ ربّنا متحسرٌ وحزينٌ، فماذا نبغي من جنّات النعيم وربنا متحسرٌ وحزينٌ؟ فوربّ السماء والأرض ربّ الملكوت كله لا ولن نرضى حتى يكون ربنا راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فسُحقاً لجنّات النعيم أجمعين إذا لم يتحقّق النعيم الأعظم من جنات النعيم؛ ذلكم رضوان الله على عباده". فمن ثم يعلمون حقيقة بيان قول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فإنّهم ليرون تأويل هذه الآية الآن في قلوبهم أنّ رضوان نفس ربهم على عباده هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته فيقولون: "فكيف نسعد بجنات النعيم وربنا أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ؟". ولذلك نُكرِّر القسم بالحقّ قسم المهديّ المنتظَر بالله الواحد القهّار ليس قسم كافرٍ ولا فاجرٍ:
    إنّ ربّهم لن يُرضيهم بملكوت جنّات النعيم يوم القيامة حتى يرضى ربّهم في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا أيها المهديّ المنتظَر، أليس الله على كلّ شيءٍ قديرٍ؟ فهذا يعني أنّ الله قادرٌ على إرضائهم كونه على كلّ شيءٍ قدير". فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين وأقول: اللهم نعم إنّي مؤمنٌ أنّ قدرة الله لا حدود لها، ولكنّي أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ إصرار قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق النعيم الأعظم كذلك لا حدود لإصرارهم كما قدرة الله لا حدود لها! فهل فقهتم الخبر؟ فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يكونوا من التّابعين فيفوتهم أعظم تكريمٍ يوم يقوم الناس لربّ العالمين كون قوم يحبّهم الله ويحبّونه هم الوفد المكرمون الذين لم يتمّ حشرهم إلى جنات النعيم ولا إلى نار الجحيم؛ بل تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً كونهم رفضوا الدخول في جنّات النعيم ويريدون من ربّهم أن يُحقق لهم النعيم الأعظم من جنات النعيم فيرضى. وكيف يكون راضياً ما لم يُدخل عباده المتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربهم في رحمته فيرضى؟ حتى إذا جاءت الشفاعة من الربّ فشفعت لعباده رحمتُه في نفسه فيأمر بإخراجهم من نار الجحيم وإدخالهم في جنات أهل اليمين، فمن ثم يقول النادمون للوفد المكرّمين: "ماذا قال ربكم؟". قالوا: "الحقّ، وهو العلي الكبير". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وليس أنّ الذين أذِن الله لهم بالخطاب خاطبوا ربّهم في شأن عباده، إذ لا ينبغي لهم أن يشفعوا للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وإنّما جعلهم الله السبب في تحقيق الشفاعة في نفس الله كونهم خاطبوا ربّهم أن يحقق لهم النعيم الأعظم فيرضى. ولكنّ ربّهم لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى. فلا تدعوا مع الله أحداً لا في الدنيا ولا في الآخرة فلا وسيط بين الربّ وعبده،
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    فكونوا من الشاكرين، وشَحَنَّا بهذا البيان النورانيّ قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبونه، فذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

    فبلغوا هذا البيان أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فلا تَهِنوا ولا تستكينوا في شدّ أزر إمامِكم وتعزيره والدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربكم، فقد بعثكم الله وإمامكم رحمةً للعالمين.

    ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره حريصون على تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ونأذن بحرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما علينا إلا البلاغ بالبيان الحقّ للكتاب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ذلكم ما أمر الله به رُسله والمهديّ المنتظَر أنّه لا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].

    ولذلك جعل الله النار لمن كفر والجنة لمن شكر وما على الرسل إلا البلاغ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. المهدي المُنتظر ناصرُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر محمد اليماني
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-06-2015, 01:56 AM
  2. لو سألتك أيها المُظفر: فهل ترى أنّهُ يحقُّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-03-2013, 06:40 PM
  3. الإمام المهديّ يشهد بالحقّ أنّ لا إله الا الله وأنّ كافة المرسلين رسل الله من نوحٍ إلى خاتمهم محمد صلى الله عليهم وسلم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-04-2012, 06:56 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •